عمر بن الخطاب في مذاهب المسلمين

Omar bin al-khattab

36

لخصائص الخلفاء الثلاثة الأوائل التي يعرفها الرسول فيهم , لم يكن ينتخبهم لقيادة معركة او ولاية مدينة , في حضوره وفي سفره , بل كانوا اذ ذاك ينتظرون مرض الرسول ليختطفوا الراية في جمع من المسلمين , اذا نزلوا معركة كانت الغلبة الظاهرة فيها للمسلمين , كما فعل (أبو بكر) و(عمر) يوم (خَيْبَر) , حين اصابت الشقيقة رأس رسول الله ولم يخرج ليومين , اذ اخذوا راية الجيش عنوة , كما في رواية (بريدة) , لعلّهم يكسبون نصراً ما فيكون شفيعاً لسمعتهم , غافلين عن ضرورة إذن القيادة العسكرية العليا المتمثّلة بحامل الرسالة , الذي حين أتى فاجئهم وكسر خطتهم بحديث (( لأعطينها غداً رجلاً يحب الله ورسوله , ويحبه الله ورسوله , , يأخذها عنوة )) , وهو الحديث الذي بيّن فضل (علي بن أبي طالب) بصورة أجلى , وهو خلاف مرادهم , ففتح على يديه , بعد ان هزموا هم وفشلوا في عمليتهم العسكرية . ومن المحتمل جدا ان حديث ((يحبه الله ورسوله)) كان قبل أخذهما الراية , فتمنيا ان يكونا هما وَهْماً . وقد كانت سراياهم مهزومة او غير منتجة اذا تم انتدابهم , كأنما أراد رسول الله أحيانا بيان سبب عدم تكليفهم , فحين بعث (عمر بن الخطاب) الى (هَوازن) رجع بلا قتال , في ثلاثين رجلا , وحين سُأل لماذا لم يقاتل (خثعم) ؟ , قال انه لم يؤمر الا بقتال (هَوازن) , وحين تم انتداب حليفهم يوم السقيفة (بشير بن سعد) –والد (النعمان بن بشير) , الذي ولّوه في خلافتهم على الكوفة- لقتال (بني مرة) , عاد منهزماً وحده , بعدما قُتِل من معه , ولجأ هو الى يهودي يعرفه , الامر الذي يدل على انكساره وهروبه من المعركة قبل انتهائها .

لتحميل الكتاب الالكتروني

عمر بن الخطاب في مذاهب المسلمين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.