يا صاحبَ العصرِ إنّ الأمر قد حُسِما
واستبشرَ الموتُ لمّا المشهدُ احتدما
واستمكن الخوفُ من وادي الطفوفِ فما
طفلٌ هنا سيّدي في الآلِ قد سلما
كلّاً إلى قمرٍ في الجمعِ مطلعُهُ
ترنو العيونُ سموّاً فالجميلُ سما
ترنوهُ عينٌ على أطرافِها شَظَفٌ
من خوفِ نابضِها قد حدَّقتْ زَمَما
تخشى عليهِ الردى إذ كان كافلَها
والكافلُ الظعنَ موتورٌ إذا هجما
قد حارَ بالأمرِ لا يدري بأرشدِهِ
هل يقصدُ السبْطَ أمْ يُبقي حِماهُ حمى
نادتْهُ بالماءِ أطفالٌ وقدْ يَبستْ
منها العروقُ فما أبقتْ لها عُمُما
نادتْهُ عمّاهُ إنّ العينَ ذابلةٌ
فاغتاظَ حُزْناً لهمْ واشتاطَ واعتزما
فاهتزَّ في الجمْعِ ريحاً حدُّ صارمِهِ
واهتزَّت الروسُ لمّا سيفُهُ حَكَما
واختالَ للنهْرِ طِبْقاً فخْرُ مشيتِهِ
فخْرَ الوصيِّ إذا بالسيفِ قد وَسَما
يمشي إلى القومِ والفرسانُ كامنةٌ
تخشى لِقاهُ عبوساً قلبُهُ بَرِما
ردّتْ عن الماءِ عطشى خوفَ غضبتِهِ
قد هالَها الليثُ غضباناً وقدْ هَزَما
وارتادَ للماءِ عطشاناً فخاطبَهُ
ما كنتُ أشربُ والعطشانُ ما نعما
” ما هذي فعالُ ديني
ولا فعالُ صادقِ اليقينِ “
إنّ الماءَ أجمعَهُ بعدَ السبْطِ قد حرُما
أمْ قلبُ زينبَ ما ظلّتْ تفيضُ بهِ
إلّا اللواهبُ تحكي النارَ والحِمما
” صاحت بالحرم بس فاجدة الراي
اريدنّك ي خوية ما ردت ماي “
واختطّت الريحُ فيضَ الحزنِ بينهما
واحتارَ بالجودِ إذ وجهُ السهامِ بدا
فاحتزَّهُ الموتُ لمّا جودُهُ انخزما
واستمكنَ الخوفُ في فسطاط نسوتِهِ
لمّا رأينَ أخاهُ السبطَ منهدما