ألا أشرقتَ في قلبي
ألا أشرقتَ في قلبي
فإني المظلمُ العَتِمُ
وجدّدْ كوكبي لأرى
صباحاً ما بهِ سأمُ
وأبقيني بوجهِ الشمسِ
تخشى وحدتي الظُلَمُ
وبدّدْ ما تراهُ هنا
ظلاماً فالسنا كرمُ
وغيّرْ حالَ ما وكمتْ
سمائي دونَ ما يكِمُ
فرَيبُ الخوفِ يأسرُني
إذا ما النور ينعدمُ
إلى ما أنت تتركني
كأني ها هنا عدمُ
وتُفردُني لأمزجتي
كنسجِ الليلِ تلتئمُ
فما صبحٌ تنفّسني
وما لاحَ الفؤادَ دَمُ
انا ظلٌّ يضيّعُني
بلا إنبائكَ القِدَمُ
ويحبسُ خَفْقَ أجنحتي
إذا ما عفتني حَرَمُ
ويُنكرُ وجهَ أشرعتي
مدادُ البحرِ واليَمَمُ
وابقى في غَيابتِهِ
يقلّبُ وجهتي العَرِمُ
متى يا صاحبَ الإشراقِ
ظلّي فيكَ يعتصمُ
متى ألقاكَ إشراقاً
صبوحاً فيَّ يلتحمُ
متى تحيي بصائرُهُ
فؤاداً مسَّهُ الكَشَمُ
هوانُ التِيهِ أتعبني
وأضناني بهِ البَرَمُ
وساقتْ في مجاهلِهِ
عيوني وحدَها الطُمَمُ
وخلّتني كما سَدِفٍ
توارى دونَهُ الزَمَمُ
ويسحبُ حبلَ غاربِهِ
غموضُ الوهْمِ والبُهَمُ
وتشكو حالَ علّتِهِ
إذا ما راحت الهممُ
أنا يا صاحبَ الرؤيا
حنيني كلُّهُ رُزَمُ
وحبّي فيكَ قد بلغتْ
على أعتابِهِ الفَطَمُ
أيا معشوقَ أوردتي
بلا رؤياكَ اُصطَلَمُ
وتقطعُني على عَجَلٍ
شروسٌ ملؤها وَهَمُ
وتأخذُني كما زَبَدٍ
يواري وجهَهُ السَجَمُ
أنا مَنْ جاءَ منكسراً
عليهِ البؤسُ والغَمَمُ
أنا مَنْ جاءَ معترفاً
يحاكي حالَهُ الذَأَمُ
فتاهَ البابُ عن بصري
كمَنْ قد مسَّهُ السَهَمُ
وما قد دلّني أحدٌ
سوى ريحِ الهوى تَزِمُ
فتسحبني واسحبها
ويرجعُ بعدَها السَدِمُ
كموجٍ ما لهُ وطنٌ
تُهيّجُ ماءَهُ الدِيَمُ
ولكنْ كلّما سكنتْ
عروقي جئتُ احتزمُ
فما لي غيرَ ما وهبتْ
جبينُكَ في الورى ضَممُ
وما لي غيرَ ما وسعتْ
عيونُكَ في المدى عِصَمُ
أنا سينينَ قد سبحتْ
بنورِ الفيضِ إذ يَفَمُ
وتاهتْ في ضياءِ الودِّ
ترنو ثمَّ تعتصمُ
وأورادي بما رحبتْ
هدايا ما بهِ العَلَمُ
أنا ما أنتَ تكتبُهُ
وما ترضاهُ ليْ قَلَمُ
ألا أشرقتَ في ذاتي
وجوداً ليسَ ينعدمُ
أنا يا أوّلَ الاشعارِ
كلّي فيكَ مُغتَرَمُ
واُبدي ريثما ألقاكَ
بينَ الناسِ ما يَسِمُ
وانحو حيثما اجفوكَ
ما ينحوهُ ملتزمُ
وآتي ساحةَ اللُقيا
كمَنْ جاءوا وقدْ فهموا
وليداً بينَهم ولِهاً
يُداني فهمَهُ اللَمَمُ