و لِما الغرامُ وجودُهُ ووجودُنا * إلّمْ يَكنْ لجميلِ وجهِكَ كائنا
و لِما المَلامةُ و العِتابُ لمُغرَمٍ * عَشِقَ الجميلَ فأمْسَكَ صائنا
فأنا السَحَابُ وحبُّكَ جامعي * ومُفَرّقي وهبوبُ طَيْفِكَ ما أنا
وتلاقَحَتْ مِنْكَ الرياحُ بمُهْجَتي * فتَشَكّلَتْ أزْهارُ عِشْقِكَ ها هنا
وبنورِ وَجْهِكَ قَدْ بَصُرْتُ بما خفى * وبِلا ضِيائِكَ لستُ أمْلكُ اعْيُنا
أشْرَقْتَ فاحفظْ ذَا الضياءَ لمُقْلَتي * فالنورُ يَجْمَعُ في الحقيقةِ بَيْنَنا
هذا الطريقُ إليكَ يأخذُني وما * هَدَفٌ سواكَ على الطريقِ وما بِنَا
وَلَقَدْ سألْتُ العابرينَ جميعَهمْ * أينَ الذي سلَبَ الفؤادَ فأمْكَنا
ها قَدْ نَظَرْتَ لما يَصيرُ و أنتَ مَنْ * كُنتَ العَطوفَ فأينَ عَطْفُكَ عندنا
انّي المُسيءُ على الدوامِ وطالما * تأتي بعَفْوِكَ والمُسيءُ بما جَنَى
قَدْ رمْتُ قرْبَكَ والطريقُ طويلةٌ * إِلَّا بوَصْلِكَ والوصالُ هو المُنَى
خذْني فَثقْلُ صَبابَتي لكأنَّهُ * ثقْلُ الحديدِ وسِرُّ طَيْفِكَ ما دَنا
أقْبِلْ .. لَعَلَّ وصالَنا بعَبيرِهِ * يَحْكي لأهلِ الأَرْضِ أنتَ وحبَّنا
هذا أنا وهَجِيْرُ عِشْقِكَ شَاقَني * حتّى كأنّي لستُ أعرِفُ مَنْ أنا