قصيدة : ذكرى أربعين الحسين بن علي 1443 ه

Arbaeen

608
أنى لزينبَ أنْ تكونَ أسيرةً * وهيَ الأميرةُ والمقامُ مقامُها
هلكتْ أميةُ إذ تنوءُ بثقلِها * فلمِثْلِ زينبَ تُستقلُّ عظامُها
مرّت بها لترى الحسينَ عصابةٌ * سحقتْ على جسدِ الشهيدِ هوامُها
فتمزّقَ القلبُ السويُّ لِما رأى * من هولِ مصرعِهِ وخارَ نظامُها
سيقتْ كما عجمِ العلوجِ إلى الذي * بالمالِ ألَّفَ والديهِ إمامُها
يحدو الخوارجُ ظعنَها وركابَها * من بعد أنْ بلغَ النبيَّ سهامُها
فتجاسرتْ في الشامِ ألفُ دعيّةٍ * يمضي بأوردةِ النبيِّ كلامُها
ما كان سهلٌ قد بكاهُ وما حكى * من عيدِ طاغيةٍ إليهِ نَهامُها
والحورُ ترنو بالعيونِ حزينةً * للرمحِ باكيةً إليهِ ضِمامُها
من هولِ ما لقيتْ هناكَ وما رأتْ * حُرَمُ النبيِّ وقدْ أُريقَ أدامُها
ما بينَ طفلٍ للنبيِّ وقد بكى * أو طفلةٍ فجعَ الزمانَ هُيامُها
وعيونُ أهلِ الشامِ تنهشُ سترَها * فكأنما نهشَ القليلَ حِمامُها
فتساقطتْ كالوردِ يسقطُ باسماً * أزهارُ حيدرَ والفراقُ ختامُها
وتكسرتْ أغصانُ دوحة أحمدٍ * فَشَرى الكواسر من أميةَ شامُها
حتى أتتْ وادي الطفوفِ بجمعِها * في الأربعينَ على الثواكل قامُها
نادينَ من كَمَدٍ على جَدثٍ هنا * كَ تمزّقتْ بشذا المهنّدِ هامُها
وتناثرتْ في الأرضِ تشغبُ فوقَها * شمسُ النهارِ وقدْ أطلَّ تمامُها
فاشتدَّ من عطشٍ هناكَ لهيبُها * واهتاجَ من أثرِ الجراحِ ضرامُها
والذعرُ أضحى للسكينةِ مردفاً * بحِجا الطفولةِ إذ تلوّعَ عامُها
وتذكّرتْ بالخيلِ ليلةَ اُفزعتْ * وتشرّدتْ ، ومع اللُهَيْمِ لُهامُها
وتداعت النسوانُ ليسَ يقودُها * إلا مشاعرُ شوقِها وهيامُها
صوبَ الشريعةِ يبتدرنَ كفيلَ مَنْ * كفلَ العيالَ بسيرِهنَّ قيامُها
فتعثّرتْ بالشوقِ كلُّ حميدةٍ * قد طالَ عن كَنَفِ الحبيبِ لِمامُها
وتكاثرَ الأطفالُ تحتَ كفوفِهِ * أوَما رأوا فُصلتْ هناك عظامُها
أمّا العقيلةُ في الحقيقةِ بادرتْ * نحوَ الضلوعِ تعدُّها وتضامُها
وتجسُّ أوداجَ الحسينِ وهلْ عدتْ * في الغاضريةِ تربُها وحطامُها
وهناكَ من بين الجماعةِ هرولتْ * أمُّ الرضيعِ وقدْ شكاهُ فطامُها
فعسى الوليدُ يشمُّ ريحَ حليبِها * فيقيهِ من حرِّ الحديدِ لثامُها
وتقدمتْ في الرملِ تزحفُ رملةٌ * أفعكّرتْ قدَمَ الصغيرِ قَنامُها
وتجسُّ أين النَعْلُ تُلبسُ طفلَها * فلقدْ أبى زَجَلَ الحفاةِ همامُها
بينا لليلى والفراتِ مناحةٌ * فلِما تيبّسَ كالصخورِ غلامُها
ولما تخلّى عن سقايةِ غصنِهِ * حتى تخشّبَ في اللسانةِ لامُها
فاستقطبَ السجّادُ كلَّ أنينِها * فإلى المدينةِ كمْ يطولُ سجامُها
وهناك في أمِّ البنينَ كفايةٌ * ليعودَ في جَدَدِ المصابِ زحامُها





















اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.