يا واحدَ الناسِ في قربان ما دفعتْ
نحو الحبيبِ فصار الحبُّ ما يصلُ
قد جاءكَ القلبُ مفتوناً يطيبُ لهُ
حرُّ الوصالِ وفيهِ الشوقُ يعتملُ
يتلو من الحزنِ آياتٍ يردّدُها
قد هالَها الفقدُ واستشرى بها الزَجَلُ
يتلو حروفاً على أعتابِ منطقِها
من سابقِ الهجرِ يبدو كالوقا الخجلُ
قد جاءكَ القلبُ مثلَ الآلِ إذ قدموا
يحكي بما العينُ قد نالتْ ويبتهلُ
داروا كما الريحِ في صحراءَ كارهةٍ
ذكْرَ الوصيِّ ونارُ الحقدِ تشتعلُ
داروا كما الريحِ والأجلافُ تدفعُهم
حيث الدعيُّ وحيث الجورُ يُختَزَلُ
داروا ودارتْ بعينِ الفقدِ زينبُهم
حتى كأنَّ رجاءَ الموتِ محتمَلُ
تلك الحبيبةُ كانت عينَ والدِها
تمضي بها الريحُ حيث الشمسّ تنتقلُ
تلك النفيسةُ كان الخِدْرُ يحفظُها
تمضي بها الريحُ حيث الرَكْبُ يرتحلُ
تلك الأميرةُ والمحرابُ مسكنُها
تمضي بها الريحُ حيث الناسُ تقتتلُ
يا قلبَ زينبَ لمّا كربلا نزلتْ
ما كان يشعرُ أمْ قد كادَ ينفصلُ
يا قلبَ مَنْ جاء شوقاً كلُّهُ شغفٌ
يأتيك كالطيرِ يهوي ثمَّ يعتدلُ
يا وجْدَ مَن جاء يشكو فقدَ كافلِهِ
يأتيك كالليلِ حزناً ثمَّ يغتسلُ
يا سرَّ مَن جاء يحكي بعضَ كامنِهِ
يأتيك كالبحرِ مملوءاً بما يسَلُ
يا واحدَ الناسِ في شكوى القلوبِ لهُ
إنّ المحبّينَ حولَ الأرضِ قد نزلوا
أمْ يطربُ القلبُ والعبّاسُ ناظرُهُ
في جنةِ اللهِ فوقَ الأرضِ إذ يصلُ
ساقي العطاشى وسُقيا مثْلِهِ أبدٌ
قد طابَ فيها ورودُ الماءِ والنَهَلُ
يا مذهبَ الحبِّ يا عنوانَ قاصدِهِ
لا يجهلونَ جمالَ الوصلِ مَن وصلوا
انت الحسينُ وهذا الحُسْنُ مذهبُنا
مَنْ يعرف الحبَّ حتماً فيكَ يرتجلُ
إذ جاءك الناسُ آلافاً مؤلفةً
يبكونَ