قبائل ربيعة

Rabia tribes

2٬654

 

قبائل ربيعة

 

ملك العراق عام 1956 فيصل في ضيافة امير قبائل ربيعة العراقية في الكوت
King of Iraq in 1956 Faisal hosted by the Emir of the Iraqi Rabia tribes in Kut

 

يبدو ان قبائل سبأ توزعت على شكل مدنيات متفرقة تمتد ما بين العراق والشام والجزيرة حتى اليمن , ومن أهمها قبائل الازد , التي توزعت على ما يظهر منذ عهد عمرو بن عامر ميزيقياء على تجمعات صارت ممالك ودول[1] , ففي الشام التي استوطنها الغساسنة من بني جفنة , وفي العراق التي توزعت فيها مذحج واللخميون ( المناذرة ) , وفي يثرب التي اقام فيها الاوس والخزرج , وفي اليمن كان للسبئيين عدة دول . وقطن بين هذه الممالك العديد من العرب العدنانيين الاسماعيليين , لا سيما في العراق وشمال الجزيرة وهما امتداد واحد شكّل العراق التاريخي , واهم هذه القبائل العدنانية كانت ربيعة وعبد القيس وشيبان وعجل اللواتي هزمن الفرس في معركة ذي قار . ان هذا المجتمع – بفعل المواطنة والجوار والتاريخ – شكّل خليطاً متجانساً امتزج مع بقايا شعوب العراق من الاراميين والاموريين والانباط .

لقد تنصّرت اغلب المنطقة الآرامية بعد ظهور السيد المسيح عليه السلام , اذ دخل في المسيحية قبائل ربيعة وتغلب وقضاعة وطي ومذحج وبهراء وسليح وتنوخ وغسان ولخم وشيبان وعجل من بكر بن وائل وملوك الحيرة المناذرة وكندة والسكون وكلب والكثير من سكنة اليمامة والطائف وبني حنيفة وبعض قريش . وقد كانوا في الغالب على المذهب النسطوري الموحد , اذ اخذ النساطرة في الحيرة على عاتقهم مهمة التبشير بالمسيحية الموحدة , فاتبعوا طرق التجارة الداخلية والخارجية والساحلية , ونشروا النصرانية النسطورية في شرق الجزيرة العربية . واضحى النسّاك المسيحيون ظاهرة ملفتة في جزيرة سيناء , وانتشرت المسيحية على مذاهب أخرى مشوبة في مصر . وكان اهل البحرين من بني عبد القيس يدينون بالنصرانية ولهم أساقفة فيها وفي قطر , وكان ملك عُمان عند البعثة النبوية ( الجلندي ) نصرانياً وفي بلاده عدة اديرة واساقفة[2] . وقد كانت ( نجران ) مركزاً نصرانياً مهماً شهد صراعاً فكرياً ودينياً , وهم الذين احرقهم صاحب الاخدود , وقد ظلوا هناك الى زمن ( عمر ) حين هاجر اغلبهم الى العراق[3] .

لقد جاءت قبائل العراق التاريخي الكبرى ، مثل مذحج والنخع وزبيد وعبد القيس[4] ، وقد كانوا نصارى ، طائعين في اسلامهم الى رسول الله ، ولو شاءوا لقاتلوا عن دينهم النصراني كما قاتلوا بعدئذ عن الإسلام بشراسة ، لكنهم كانوا مختارين باحثين عن الحق ، لا كما يدعي المدعون من إجبارهم بالسيف على الإسلام ، فهل السيف الا سيفهم . لكن ارادت أقلام بني امية الا يجعلوا لهم فضلاً دينياً على الحاكم ، كما ارادت الخلافة العمرية من قبل الا يكون لهم فضل على قريش . هذا فضلاً عن اهل العراق من ربيعة ومضر والنبط في جزيرة الشمال العراقية حتى حدود تكريت التي كان اغلب أهلها نصارى[5] .

لقد تنصّرت قبائل ( تنوخ ) و ( الازد = مذحج + النخع + الغساسنة + المناذرة ) ، وهي من القبائل السبأية ، وكذلك تنصرت قبائل ( تغلب ) و ( بكر بن وائل = شيبان + عجل ) و ( ربيعة ) و ( عبد القيس ) ، وهي من القبائل العدنانية ، وكذلك ( أياد ) و ( جذام )  . وكان ( أنباط ) العراق و ( الآراميون ) و ( الآشوريون ) نصارى ايضا . حتى اصبح العراق القديم ( بلاد الرافدين ) – وهو من ارمينيا حتى قطرايا = قطر , بل حتى عمان التي كانت من اعمال البصرة في زمن جلال الدولة البويهي[6] – كله مسيحياً تقريبا ، يدين بالنسطورية[7] ، التي ترى عيسى بن مريم إنساناً لا الها . وقد صارت ( الحيرة ) المركز الديني الأكبر والأشهر عالميا للمسيحية غير الرومانية .

إِلَّا انّ هذا الإيمان المسيحي كان يقلّ في عمقه العقائدي كلما ابتعد عن وهج النسطورية في العراق . فكان مسيحيو العراق أصلب من غيرهم في عقيدتهم ، لكنّهم دخلوا الاسلام قبل دخول خَيل الجيش الاسلامي بلادهم ، فصار ( المثنى بن حارثة الشيباني ) زعيماً لتلك الجموع المسلمة ، وفي جيشه – الذي زحف الى ذي قار – نحو أربعة آلاف من ( نبط العراق ) ، الذي اطلق عليهم العرب اسم ( الموالي ) ، لأنهم دخلوا في أحلاف موالاة مع القبائل العربية بعد ان كانوا أهل مدنية لا قبلية . والغريب ان العرب من ربيعة ومضر تخاصمت نتيجة حروب هؤلاء الموالي لاحقاً في العصر العباسي انتصاراً لاحد طرفي بني بويه غير العرب , حتى اصلح بينهم عضد الدولة ملك ال بويه[8] .

 

لكنّ الامر في ( العراق ) لم يكن كما في البلدان الاخرى ، ففيه كانت حوزة العلم النصرانية في الحيرة ، واهله قد استشيعوا لحقّ عليّ في الخلافة ، بعد أنْ عرفوا مكانته من رسول الله ، حين التقى النبي قادة قبائل( شيبان ) و ( عجل ) قبل يوم ( ذي قار ) ، والذي قال بعده انهم به نصروا ، مما يثبت انهم كانوا يعتقدون بدينه ، وأنهم رفعوه شعاراً في معركتهم ، بعدما أوعدهم الخير . كذلك كان أهل العراق خليطاً من الانباط والعرب ، تجمعهم النصرانية والقربى ، وهو ما كان ينفر منه ( عمر بن الخطاب ) جرياً على عادة الجاهلية ، ففرّق بينهم في الموّدة ، كما فرّق بينهم في العطاء ، بعدما اصطلحوا على تسميتهم ب ( العجم ) ، لكونهم انباطاً وآراميين . لذلك كفر أهل العراق جملة بخلافة ابي بكر ، ومن خلفه عمر ، فكان الامر يزداد تعقيداً ، وعند الرواة كذباً وتشويها . وَمِمَّا زاد في سوء الامر انّ أبا بكر أرسل اليهم ( خالد بن الوليد ) ، ذلك الوثني سيّء الخلق . لذلك كان عمر بن الخطاب يطالب ( المثنى بن حارثة الشيباني ) بقوله ( اما بعد فاخرجوا من ظهري الأعاجم … ) ، ودفع الى ( احملوا العرب على الجد اذا جد العجم ) .

لقد كان جيش نصارى العراق الذي اسلم وهو من قبائل شيبان وربيعة وعجل وبكر والأنباط والازد عامل الحسم في تحرير العراق ، حتى انّ المثنى وصل الى ( بغداد ) ، وجعل له معسكراً ثابتاً في ( الأنبار ) ، يقوده ( فرات بن حيّان ) ، بعد أنْ اجبر أهل الأنبار من النصارى حامية الفرس على الانزواء .

وفي معركة ( البويب ) في السنة الثالثة عشر للهجرة جاء جيش الفرس بقيادة ( مهران ) ، فالتئمت القبائل العربية النصرانية – مع مواليها من الانباط – بقيادة ( المثنى بن حارثة الشيباني ) ، يؤازره نصارى ( نمر ) بقيادة ( أنس بن هلال النمري ) ، و نصارى ( تغلب ) بقيادة ( ابن مردي الفهري التغلبي ) . وفي معركة ( الجسر ) قاتل نصارى ( ابو زبيد الطائي ) الشاعر ، وكان نصرانيا . وفي فتح ( تكريت ) حضرت ( تغلب ) و ( أياد ) و ( نمر ) . وهي القبائل ذاتها التي يدعي المدعون ان خالد بن الوليد قاتلها عند دخوله للعراق[9] ، ولا تستقيم الروايتان . وكانت هذه القبائل هي التي انتحلت عقيدة التشيع لعلي بن ابي طالب ، وهي ذاتها من فتح العراق بعيداً عن مرويات سيف بن عمر الكاذبة الذي لم ينسَ ان يجعل لقومه من بني تميم حصة كبيرة من فتح العراق حتى انه جعل عفو جيوش المسلمين عن قبيلة كلب في حروب فتح العراق بسبب حلفها الجاهلي مع بني تميم[10]  ، اذ كانت أراضي تميم من البصرة الى قطر ، واراضي كلب من السماوة باتجاه نجد ، فهمًا قبيلتان متجاورتان تقريبا ، واراضي اسد من النجف وكربلاء باتجاه الصحراء الى نجد تواجه القادم من الجزيرة العربية[11] . وعلى رأس جيوش الفتح المثنى بن حارثة الشيباني وعدي بن حاتم الطائي ، في قبائل جنوب العراق[12] . وكانت فارس اكره الوجوه الى العرب وأثقلها اليهم عند الفتوحات ولا يلبي الناس اليها نداء الانتداب من قبل الخلافة لشدة سلطان الفرس وعزهم وقهرهم الأمم , وايران اليوم عموما انتشر فيها العرب والتركمان والكرد عمليا في الفترة العباسية سوى القبائل العراقية التي كانت أجزاء كبيرة من ايران خاضعة لها من قبل[13] ، فوجّه عمر بن الخطاب اليها وجوه الشيعة من أهل العراق الذين كانوا على مسالحهم مقيمين او الذين اقتطعهم عن جيش الشام وردهم الى ارضهم مع هاشم المرقال كالاشتر[14] . اذ في معركة الجسر هرب من اوفدهم عمر من المدينة وانحازوا الى عمر ، ولم يبقَ الا أهل العراق الشيعة اذ كان قوام الجيش من ربيعة ، وثقيف بقيادة الشهيد ابي عبيد بن مسعود والد المختار الثقفي[15] ، الذي يبدو انه كان على مستوى عال من التضحية والإخلاص ، واحد خاصة ثقيف لا عامتهم ، اذ انتدب وحده لقتال فارس في العراق بعد ان أحجم أمراء وانصار عمر لأربعة ايّام عمر يناديهم فيها خشية قوة الفرس وقرر اللحاق بالمثنى بن حارثة الشيباني ، وقد كان على خلق عال من الانضباط الحربي والديني ، اذ لما أشار عليه البعض بقتل جابان الفارسي بدعوى انه الملك رفض وقال أني أخاف الله ان اقتله وقد آمنه رجل مسلم ، فقالوا انه الملك ، فقال وان كان لا أغدر وتركه ، وقد حمى لأهل الأراضي التي مر بها من أنباط العراق زرعهم وملكهم ، ورفض كل هدية له وحده منهم مالك تشمل الجند جميعا . ثم ان عمر بن الخطاب بعد كل هذا وبعد ان كان أهل العراق هم من فتح الشام وردّ فارس يرسل الى عبيد الثقفي رسالة يذم فيها ارض ويصفها بشرّ وصف ، وما ذاك منه الا انه يتذكر ثورتهم على بيعة ابي بكر وتشيعهم لحق علي بن ابي طالب بالخلافة . رغم صمود المثنى بن حارثة الشيباني في وقعة الجسر ضد جموع الفرس ، خلاف هروب خالد بن الوليد احد اهم أمراء الانقلابيين المذكور في التاريخ [16] .

حتى انه في الوقت الذي كان خالد بن الوليد امير ابي بكر يوزع المناصب والثروات في العراق على رجال وأسماء قبلية جاءت معه لم يسمع عنها احد في زمن الرسول ، كان المثنى بن حارثة على ثغر يلي المدائن في مواجهة الفرس وحده[17] . وكذلك ضاع علينا تاريخ رجال مثل ابي عبيد بن مسعود الثقفي صار لأولادهم ( المختار ) دور مهم في نصرة التشيع ، اذ استشهد أبو عبيد الثقفي وهو يقود جيش المسلمين في معركة الجسر ضد الفرس في معارك تحرير العراق في عهد عمر[18] . وقد كانت جهود هؤلاء القادة فردية مخلصة في الغالب ، فالخليفة عمر كان يثير زعماء القبائل بعضهم ضد بعض ليشتت الولاءات ، كما فعل في اثارة النعرة القبلية بين جرير بن عبد الله البجلي وعرفجة بن هرثمة يوم سيرهم الى العراق مدداً للمثنى بن حارثة ، لولا حكمة عرفجة ورفضه طلب عمر ان يعاند بجيلة[19] . ولم تنتهِ غرائب عمر بن الخطاب في عزله المثنى بن حارثة الشيباني ، اذ احتج فيه انه لا يوليه على أصحاب رسول الله ، فيما هو احتج في مقام سابق على من اعترض عليه بتولية غير الصحابة عليهم بأن فضل الصحابة كان بإقدامهم على الجهاد وسبقهم اليه ، رغم المعية وسبق وبطولة وإخلاص المثنى في الجهاد في اخطر ثغر ، وعدم بعد ان يكون للمثنى صحبة وافية ، وهو تناقض غريب ، يحله شمة التشيع في شيبان التي يقودها المثنى ، ووعي قادة جيوش أهل العراق الذي جعلهم يثورون ضد بيعة ابي بكر وخلافته[20] . والعراق يومئذ يمتد من أرمينيا حتى جنوب الخليج ومن الأهواز وكرمان حتى صفين في شام الْيَوْمَ ، تسكنه قبائل ربيعة وأسد والنمر وتغلب والآراميون وغيرهم من أهله[21] . وكانت هذه القبائل هي التي وافت المثنى قبل القادسية لمواجهة الفرس ، حيث انتصفت من كان جنوب العراق قريباً الى المدينة أتى الى حيث عسكر عمر بن الخطاب نادباً الناس ، ومن كان جنوب العراق قريباً الى المثنى وافاه الى حيث عسكر[22] .

وقد كان واضحاً ان الرواة الذين رووا معركة القادسية ادخلوا اليمانية ، الذين أوضحنا سابقاً انهم أهل العراق ، في أهل اليمن . وفِي الحقيقة ان عمر بن الخطاب خيّر الجيوش التي شاركت في معركة اليرموك بين العراق والشام بعد ان رفضوا امتثال أمره في النفرة جميعاً الى العراق ، فاختار أهل العراق من النخع ومذحج القادسية واختار أهل اليمن الشام ، وهذا كان واضحاً من سياق الاحداث . فذهب عمر حينئذ الى النخع ومجدهم بقوله ( ان الشرف فيكم يا معشر النخع لمتربع ) ، فجعلهم قسمين ، قسم أبقاه في الشام وقسم سيّره الى العراق ، وهو امر صعب لا تقوم به الا قبيلة ذات باس وعقيدة صلبة ، كذلك هو يكشف عن حاجة عمر بن الخطاب الشديدة اليهم ، فهو يعلم حقيقة تشيعهم ولم يكن من السهل عليه ان يمدح من يتشيع لعلي بن ابي طالب . وكانت النخع تفزع بذراريها ونسائها ، وهو امر ظل فيهم حتى العصور المتأخرة قبل ان توطنهم الدولة العثمانية ليسهل عليها كسر همتهم . وقد كان يمانية أهل العراق ثلاثة ارباع الجيش الذي سيره عمر من المدينة الى القادسية ، وسائر الناس بربع . ليجتمع عددهم مع عدد ربيعة وأسد اللتين كانت قبائلهما تمتد بين العراق ونجد وإليهما فزعت القبائل ، فكانوا جميعاً عدة الجيش الإسلامي في القادسية ، فامتدت هذه الجيوش بين ارض بكر بن وائل من ربيعة حيث معسكر المثنى بن حارثة الشيباني وعدي بن حاتم الطائي على طيء معه وبين ارض بني اسد حيث معسكر سعد بن ابي وقاص . كذلك تذكر الروايات بعض من برز انهم كانوا من عقيل . وهي كما هو واضح قبائل الشيعة صريحة . حتى ان الديلم – وهم اجداد البويهيين – قد اشتركوا في هذه المعركة ضد الفرس ، الامر الذي يثبت انتماءهم السومري , لذلك اشترك الفرس في القضاء دولة الديلم لاحقاً مع جيش الترك الذي ارسله بنو العباس[23] . وكانت هذه القبائل عمود جيش القادسية ضد الفرس ، انضمت اليهم سرايا من قبيلة كندة لاحقا .

كذلك كانت هناك قبيلة تميم التي انضمت اليها بعض قبائل الاعراب في نجد مثل الرباب وقيس عيلان ، لكن بعدد محدود جدا . وقد كانت هذه القبائل المضرية تريد حماية العراق وترفض امر عمر بالنزوع الى الشام ، رغم محاولة عمر استمالتها عن طريق الاستفزاز القبلي ، في محاولة منه للتغيير الديموغرافي الذي عجز عن تنفيذه في العراق ونجح فيه العثمانيون لاحقا ، فهو امر غريب ان تظل هذه الرغبة في تغيير وجه وخارطة العراق لقرون بين السلطات . الا ان الجهد كله انصب على قبيلة ربيعة التي اطلق عليها العرب يومئذ لقب ( الأسد ) في قبال لقب امبراطورية فارس الأسد أيضا . لهذا لم يوّلِ عمر من زعماء هذه القبائل احد على سرايا ورايات وعرافات جيش القادسية ، رغم ان فيهم أبناء الشرف والمنعة والإسلام أمثال عدي بن حاتم الطائي ، لانه اتهمهم بالتآمر على قوى الانقلاب التي جاءت بأبي بكر وبه ، ورغم ان محور جيش القادسية قائم على هذه القبائل . الا انه اضطر ان يولي سلمان الفارسي على دين الناس فقط ، لعلم عمر بجدلية العقل العراقي الديني ، وانه لن يستقيم له معهم الا رجل كسلمان عالي الرتبة في المعرفة الدينية ، فوّلاه لحاجته لأهل العراق . فجند عمر الذين بعثهم مع سعد بن ابي وقاص من خارج العراق كانوا اعراباً تقوم حياتهم على السلب والنهب ، حتى ان سعداً سرّحهم الى جنوب الفرات الى ميسان فسلبوا أبقار الناس وثيرانهم بلا وجه حق وارعبوهم ، وهذا احد اهم أسباب خوف أهل السواد من قوى الانقلاب . والغريب المستهجن ان هذا الأمير العمري سعد بن ابي وقاص لم تكن له أية بطولة في معركة القادسية ولا بعدها من ملاحقة فلول الفرس الهاربة ولا نعرف لماذا اختاره عمر ، وهو الذي نام والنَّاس تتطاحن في يوم الكتائب في القادسية دون توقف ، ولا ندري اَي قائد في التاريخ كان بمثل حاله ، حتى ان القبائل جميعاً تمردت عليه ليلة الهرير لضعفه وقلة حيلته وبطئ رأيه ، فخرجت تحمل ولم تنتظر أمره ، ومن ثم هو لم يكن له اَي دور في معركة القادسية سوى اسم في سجلات التاريخ الزائفة . حتى ان الفرس حين قصدوا سعداً في معسكر غضى لم يمنعهم الا قبائل تميم العراق ان يأتوه من سواد البصرة . فقد كان جيش الخلافة الذي أتى مع سعد مشغولاً بنهب ثروات العراق ، التي انبهر بها الى الحد الذي سمّوا تلك الأيام باسمها ، فيوم الأبقار ويوم الحيتان ( السمك ) ، والتي كانوا ينهبونها من مزارعي سواد العراق ، بقيادة الأمراء العمريين الجدد مثل سواد بن مالك صاحب اول سرية لسعد . ورغم هذا فقد اشترك الانباط من أهل سواد العراق ( الحمراء ) في جيش القادسية الإسلامي ضد الفرس . وكانت رحى الحرب تدور على بني اسد وحدهم وسعد لم يأذن لجيشه بعد ان يسعفهم ، بحسب الروايات ، لكن من ملاحظة حثّ زعماء القبائل لقبائلهم يفهم ان هذه القبائل كانت تحجم رهبة وهي ترى الفيلة ومائة وعشرين الف جندي فارسي . حتى ردت بنو اسد الفيلة عن وجوه العرب ، فعندئذ أقدمت بعض القبائل على القتال ، بعد ان قتل من بني اسد خمسمائة رجل ، وكان يوم أرماث وهو الْيَوْمَ الأول لها وحدها . ويبدو من الروايات ان القبيلة التي كانت تعاونها هي ربيعة . كذلك كانت النخع الى جوارهما ، حتى غلاماً للنخع كان يقتاد ما يقارب الثمانين أسيرا ، وكانت حامل لواء النخع يحث قومه على استباق الناس لنيل الشهادة . وكانت نساء النخع تقاتل الى جانب الرجال بالهراوات وتطبب الجرحى ، حتى ان بعض النساء منهم كانت تذكر أولادها بثباتهم على الإسلام وتقذفهم في لهوات الحرب . ولشدة بأس هذه القبيلة تزوجت منهم العرب سبعمائة امرأة ، حتى أطلقوا على النخع ( أصهار العرب  ) . وقد كانت النخع تتحرك بأثقالها مع الجيش الإسلامي في معارك التحرير من الجيوش الأجنبية بين الشام والعراق مع خالد بن الوليد وابي عبيدة وسعد بن ابي وقاص . واذا تجاوزنا قصة القعقاع بن عمر التميمي المختلقة من سيف بن عمر التميمي ، فإن النخع هي اول قبيلة حملت ليلة الهرير . وهؤلاء الأبطال من أهل العراق هم الذين وصفهم سعد في كتابه لعمر بن الخطاب بقوله ( كان يدوون بالقران اذا جن عليهم الليل دوي النحل وهم آساد الناس لا يشبههم الأسود ) ، وهم ذاتهم من صاروا شيعة لعلي بن ابي طالب ، فكان احرى بالوصف ان يبقى معهم . حتى ان المدد الذي جاءهم من الشام بأمر عمر كان من قبائل العراق مراد مذحج وهمدان ، وهؤلاء الاخيرون أجلى صورة للشيعة ، وكانواهم أهل الأيام الذين شهدوا اليرموك والقادسية. وقد انتقد الناس موقف سعد بن ابي وقاص المتخاذل وبقائه في القصر هو وأهله وقد قُتِل الناس واجهدت الاهلين ، حتى قالوا في نقده الأشعار ، وكان يستخلف مكانه خالد بن عرفطة حليف بني امية . ويبدو ان أهل العراق حين رأوْا ذلك ولم يكن باستطاعتهم عدم تنفيذ امر الخليفة بتأمير سعد بن ابي وقاص عليهم رغم عيوبه ، ومن ثم ان أياً منهم لم يكن ليتقدم لقيادة الناس اذ سيشكوه سعد الى الخليفة ، اختاروا تقديم ابن أخيه ( هاشم بن عتبة بن ابي وقاص ) ، وهو المعروف ب ( المرقال ) احد اهم شيعة علي بن ابي طالب وحامل رايته يوم صفين ، فسعد لن يجرؤ على شكاية ابن أخيه . وقد كانت خطة ذكية جداً ، فقد كان المرقال جسوراً محنكاً ، لحق فلول الفرس الى جلولاء ، وتعاون مع الانباط السكان المحليين لمباغتة الفرس ، واقتحم فلولهم وحده بجيشه الخاص حين أحجم أمراء عمر وسعد ، فانتصر عليهم لا سيما في معركة جلولاء الفاصلة . وكل هذه البطولات من شيعة علي وأهل العراق وصلتنا رغم ما اخفته أقلام السلطة والعداوات القبلية والمذهبية ، فبعض الروايات لم تكن دقيقة لانها أخذت عن غير أهلها وممن لم يحضر تلك الوقائع ، كما في النقل عن عائشة وترك روايات أهل العراق الذين شهدوا تلك الأيام .

لهذا لم يجد عمر بن الخطاب بدّاً من تولية حُذيفة بن اليمان على أهل الكوفة حينئذ ، اَي منذ القادسية ، لتشيعه الواضح لعلي بن ابي طالب ، ولحاجة الخليفة لهذه القبائل الشيعية يومئذ وارتباكه تجاه طريقة التعامل معها . فقادة عمر الذي بعثهم من المدينة والأعراب أهاجوا أهل السواد بسلب أموالهم ومواشيهم وارهاب أهليهم . ومن الغريب ان تغير هذه القوات على قرى قبائل تغلب والنمر رغم مشاركة الأخيرتين في نصرة الجيش الإسلامي . وهنا يكمن الفرق في الأخلاق والدين بين الجيشين العراقي والأعرابي الذي خشي عمر تأثيره على قبائل العراق العربية فيقلبها ضده ، فاستعان بمثل حُذيفة لضبط الأمور . وقد ورّثت هذه الاخلاق في الأجيال التي تبعت عقيدة علي بن ابي طالب فقد رفض جلال الدين ملك باميان الشيعي في العصر العباسي وضع يده بيد الاتراك لخيانة ملكهم رغم اغراء المكاسب المحتملة حفاظاً على العهود[24] .

 

لقد توزعت الشعوب في الشرق الأوسط القريب الى مركز الرسالة على شكل تجمعات ، كل تجمع كان يقترب من فهم علي بن ابي طالب بقدر اقترابه وفهمه السابق للإسلام . فكانت هناك ( ربيعة ) في العراق ، وهي من العرب العدنانية التي دخلت في الإسلام طوعاً مبكرا ، وصارت هي الأقرب لعلي بن ابي طالب . وكانت هناك ( مضر الحمراء = خندف ) في جنوب العراق ووسطه ، وكانت متذبذبة في اقترابها من الإسلام في بدء الدعوة ، وكذلك كانت علاقتها بعلي بن ابي طالب . وكانت هناك ( ازد العراق ) التي دخلت في الإسلام باكراً نتيجة علاقتها المباشرة بأزد المدينة من ( الأنصار ) ، وكذلك كانت علاقتها مباشرة ومبكرة بعلي بن ابي طالب . وهناك ايضاً ( مضر السوداء = قيس عيلان ) ، وهي قبائل أعرابية تقيم في إقليم نجد ، لم تدخل في الإسلام حتى بعد الفتح ، وقد كانت تروم القضاء على الدولة الإسلامية بالتعاون مع قريش ، لولا انتصار الرسول عليهم ، وقد صار جزء كبير منهم في جيش معاوية او خصوماً لعلي ، ومع هذا حاول علي واصحابه اختراقهم فكرياً لإكمال دعوة الإسلام فيهم . كما وجدت ايضاً ( ازد عمان واليمن ) ، وهم قبلوا الإسلام طوعاً وتخلوا عن ممالكهم دون قتال لكنّ بعدهم عن مركز الحضارة العراقية خلق فجوة معرفية بينهم وبين علي . ومثلهم ( ازد غسان ) في الشام ، اذ قبلوا الإسلام ، الا انهم تربّوا في حضن بني أمية بن عبد شمس الذي كان اول خلاف له مع هاشم جد الرسول خلافاً أخلاقياً ، حيث حسد أمية هاشماً ونبله ولم يستطع ان يأتي فعال الخير التي كان يأتيها هاشم ، رغم انه كان متمولاً ، الا انه كان من أهل الرياء الدنيوي[25] . واختلطوا بمهاجرة اليمن ، وكانوا جميعاً يعرفون الإسلام القرشي المعروض من بني أمية ومن حالفهم على الدنيا من قريش او شذاذ الصحابة ، لذلك كانوا اعداءً لعلي ، وكانت المهمة الأصعب هي اختراقهم ، الا انها كانت مهمة مرسومة في ذهن العراقيين من اتباع ال البيت . هذا كله بالإضافة الى الكتل البشرية من الموالي والأنباط والأقباط في العراق والشام وفارس ومصر ، وهي كتل تختلف في رتبها المعرفية ، فكانت تقترب من الإسلام ومن ثم علي بمقدار ميراثها الحضاري الفردي والجماعي ، وكانت تتاثر بمن يجاورها من العرب المسلمين ، الا انها قبلت الإسلام في الجملة .

وكانت جميع هذه الشعوب مقسمة الى بُطُون وقبائل وتجمعات تخضع بصورة كبيرة لأمرائها وقادتها ، وتتأثر بتوجهاتهم السياسية ، كما لعب العامل الحضاري وطريقة العيش والبداوة والتمدن والعلاقات التاريخية والتحالفات والحروب دوراً بارزاً في تشكلها الفكري .

 

 

راية امارة ربيعة في العراق
Flag of the Principality of Rabia in Iraq

 

 

اما أشد أنصار علي بن ابي طالب وأعرقهم فهي قبيلة ( ربيعة ) . ومواطنها التاريخية من مدينة الغراف في الناصرية حتى مدينة الكوت ، تجاورها من الشرق قبيلة طيء ، ومن الجنوب بكر بن وائل ، وبين طيء وبكر الموالي من نبط العراق ، ومن الشمال والغرب همدان ومذحج والنخع وأسد والأنصار .

جاء انه حين مرّ علي بأهل الرايات يوم صفين فنادى بصوت عال جهير كغير المكترث لما فيه الناس، وقال: لمن هذه الرايات؟ قلنا: رايات ربيعة. قال: بل هي رايات الله، عصم الله أهلها وصبرهم وثبت أقدامهم[26] . وقال في اهم ليلة من ليالي صفين وأشدها : فخر طويل لك يا ربيعة . وكان امير المؤمنين علي بن ابي طالب قد سار بين رايات ربيعة في صفين ، فتعاهدوا على الموت الا يصاب وهو فيهم . وأحاطوا بأمير المؤمنين حياطة بياض العين بسوادها. وقد اشترط سبعة آلاف منهم الا يعودوا الا ان أزالوا فسطاط معاوية ، فلما رأى معاوية جلادتهم هرب الى بعض مخيم العسكر وخلى لهم عن فسطاطه بمشورة عمرو بن العاص . فقال لهم علي : أنتم رمحي ودرعي .

قال في الكامل في التاريخ ( … كر  عبيد الله بن عمر  وقال : يا أهل الشام  إن هذا الحي من أهل العراق  قتلة  عثمان  وأنصار  علي  . فشدوا على الناس شدة عظيمة ، فثبتت  ربيعة  ، وصبروا صبرا حسنا ، إلا قليلا من الضعفاء والفشلة ، وثبت أهل الرايات وأهل الصبر والحفاظ ، وقاتلوا قتالا حسنا ، وانهزم  خالد بن المعمر  مع من انهزم ، وكان على  ربيعة  ، فلما رأى أصحاب الرايات قد صبروا رجع ، وصاح بمن انهزم ، وأمرهم بالرجوع فرجعوا ، وكان  خالد  قد سعى به إلى  علي  أنه كاتب  معاوية  ، فأحضره  علي  ومعه  ربيعة  ، فسأله  علي  عما قيل ، وقال له : إن كنت فعلت ذلك فالحق بأي بلد شئت ، لا يكون  لمعاوية  عليه حكم . فأنكر ذلك . وقالت  ربيعة  : يا أمير المؤمنين ، لو نعلم أنه فعل ذلك لقتلناه ، فاستوثق منه  علي  بالعهود ، فلما فر اتهمه بعض الناس ، واعتذر هو بأني لما رأيت رجالا منا قد انهزموا استقبلتهم لأردهم إليكم ، فأقبلت بمن أطاعني إليكم . ولما رجع إلى مقامه حرض  ربيعة  ، فاشتد قتالهم مع  حمير  وعبيد الله بن عمر  ، حتى كثرت بينهم القتلى ، فقتل  سمير بن الريان العجلي  ، وكان شديد البأس ، وأتى  زياد ( بن عمر ) بن خصفة عبد القيس  فأعلمهم بما لقيت  بكر بن وائل  من حمير ، وقال : يا عبد  القيس  لا بكر بعد اليوم ، فأتت عبد القيس  بني بكر  ، فقاتلوا معهم ، فقتل  ذو الكلاع الحميري  وعبيد الله بن عمر  )[27]  . ومنه نعلم ان عبيد الله بن عمر يشير بصورة مباشرة الى ربيعة في مقتل عثمان بن عفان ، لا لأنهم كذلك فعلاً بل لما يعلمه من معارضتهم لحكومة عثمان واخلاصهم في دعم علي . ودعمهم لعلي واضح في محاكمتهم لأحد زعمائهم امام علي على الدين والعقيدة ، وهو امر يذكرنا بما فعله الأنصار في بعض مواقفهم عند رسول الله . خطب فيهم ( أبو عرفاء ) يوم صفين قائلاً ( … و إنّ الجنة لا يدخلها إلا الصابرون، الذين صبروا أنفسهم على فرائض اللّه و أمره، و ليس شي‌ء مما افترض اللّه على العباد أشد من الجهاد، هو أفضل الأعمال ثوابا. فإذا رأيتموني قد شددت فشدوا. ويحكم، أ ما تشتاقون إلى الجنة، أ ما تحبون أن يغفر اللّه لكم؟ ) فشد و شدوا معه فاقتتلوا قتالا شديدا، و أخذ الحضين يقول:

شدوا إذا ما شد باللواء* * * ذاك الرقاشي أبو عرفاء

فقاتل أبو عرفاء، حتّى قتل. و شدت ربيعة بعده شدة عظيمة على صفوف أهل الشام فنقضتها[28]. وهو لم يحرك فيهم الدنيا ، بل الآخرة بذكر الجنة ، وهو امر يكشف عن عظيم عقيدتهم في علي بن ابي طالب .

ومن ربيعة ( جميل بن كعب الثعلبي ) كان من سادات ربيعة، و شيعة عليّ، و أنصاره. حضر صفّين والجمل[29] . وكذلك ( الحضين ابن المنذر بن الحارث بن وعلة البصري الرقاشي الأنصاري)  المتوفى 97 ه. محدّث يكنّى أبا ساسان، و هو صاحب راية عليّ (عليه السلام). ثقة صحيح، عن أبي بصير قال، قلت: لأبي عبد اللّه (عليه السلام) ارتد الناس إلا ثلاثة، أبو ذر، و المقداد، و سلمان، فقال أبو عبد اللّه (عليه السلام) فأين، أبو ساسان، و أبو عمرة الأنصاري. و كان قليل الحديث. ولاه أمير المؤمنين (عليه السلام) إصطخر، و كان من سادات ربيعة مات في 97 ه. و له شعر حسان. و فيه قال الشاعر حين دفع (عليه السلام)إليه الراية يوم صفين و هو ابن تسع عشرة سنة:

لمن راية سوداء يخفق ظلّها* * * إذا قيل قدّمها حضين تقدما

و يوردها للطعن حتّى يزيرها* * * حياض المنايا تقطر الموت و الدّما[30]

ومن قمم ربيعة ( زيد – أبو عبد اللّه – ابن صوحان بن حجر بن الحارث بن الهجرس بن صبرة بن الحدرجان بن ليث بن ظالم بن ذهل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس الربعي العبدي ) قتل في 36 ه. محدّث أدرك النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و صحبه. و كان فاضلا دينا سيدا في قومه . قطعت يده في القادسية، و قتل يوم الجمل، فقال: ادفنوني في ثيابي، فإنّي مخاصم. قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): «من سرّه أن ينظر إلى من يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة، فلينظر إلى زيد بن صوحان». و أعقب: صعصعة . زيدا. سيحان. عبد اللّه، قتل سيحان، و عبد اللّه، يوم الجمل مع أبيهم، قتلهم عمرو بن يثربي، و أخذ أسيرا فأمر أمير المؤمنين (عليه السلام) بقتله فقتل. و كانت ربيعة من أخلص الناس في ولاء أمير المؤمنين (عليه السلام) و كذلك آل صوحان فقد كانت متهالكة في ولائه جميعهم[31] .

و لما انتهى عليّ (عليه السلام) إلى رايات ربيعة يوم العاشر، من أيام الحرب بصفين، قال ابن لقيط: إن أصيب عليّ فيكم افتضحتم و قد لجأ إليكم و ليس لكم يا معشر ربيعة، عذر في العرب إن أصيب عليّ فيكم، و منكم رجل حيّ، إن منعتموه فحمد الحياة ألبستموه، فقاتلوا قتالا شديدا لم يكن قبله مثله حين جاءهم عليّ، ففي ذلك تعاقدوا و تواصوا ألا ينظر رجل منهم خلفه حتّى يرد سرادق معاوية. فلما نظر إليهم معاوية قد أقبلوا قال:

إذا قلت قد ولت ربيعة أقبلت* * * كتائب منهم كالجبال تجالد

ثم قال معاوية لعمرو : ماذا ترى ؟ قال : أرى الا تحنث أخوالي الْيَوْمَ . فخلى معاوية عنهم ، وعن سرادقه . وخرج فاراً لائذاً الى بعض مضارب العسكر ، فدخل فيه[32] .

وكان من سادات ربيعة وهي الجبهة العظمى ( كردوس بن هانئ البكري ) القائل في فتنة التحكيم في صفين : ( أيها الناس ، إنا والله ما تولينا معاوية منذ تبرأنا منه ، ولا تبرأنا من علي منذ توليناه . وإن قتلانا لشهداء ، وإن أحياءنا لأبرار ، وإن عليا لعلى بينة من ربه ، ما أحدث إلا الإنصاف ، وكل محق منصف ، فمن سلم له نجا ، ومن خالفه هلك )[33] .

 

ومنهم ( مجزأة بن ثور بن عفير بن زهير بن عمرو بن كعب بن سدوس السدوسي ) صحابي. شاعر. فارس. و كان رئيسا شريفا، اشترك في صفين، و حارب أهل الشام مع ربيعة. فقد جاء أنّ ربيعة بعد مقتل أبي عرفاء، شدت شدة عظيمة على صفوف أهل الشام فنقضتها. و في ذلك قال مجزأة:

أضربهم و لا أرى معاوية* * * الأبرج العين العظيم الحاوية

هوت به في النار أم هاوية* * * جاوره فيها كلاب عاوية

أغوى طغا ما لا هدته هادية[34]

 

 

فيما كانت من ربيعة قبيلة العراق الأشهر ( بكر بن وائل ) تستميت في الدفاع عن حق علي بن ابي طالب ومنهجه . وموطنها في جنوب ذي قار حيث مدينة الناصرية الحالية ، ويمتد أعرابها الى الصحراء الممتدة بين العراق ونجد ، تجاورها من الغرب في السماوة قبيلة كلب ، حيث كان علي يجعل عليهما من يجبي صدقاتهما معاً احيانا[35] ، ومن الجنوب قبائل قيس عيلان وعمرو بن تميم ، ومن الشرق أنباط العراق الموالي ، ومن الشمال ربيعة . لذلك كان لهم دور مهم في قتال الخوارج في المثلث الواقع بين الديوانية والناصرية والسماوة[36] . وقد هاجر قسم كبير منها الى الموصل وشمال العراق وجنوب تركيا . بل كان قسم كبير من ربيعة في الجزء الشمالي الشرقي لجزيرة شمال العراق قبل الإسلام[37] . وقد كانت بكر بن وائل وعشائرها ( عجل ) و ( شيبان ) سبب انتصاف العرب من العجم في يوم ذي قار العظيم ، الذي حفظت فيه الأرض والعرض ، لا سيما ( عجل )[38] .

ومنها ( شقيق بن ثور بن عفير بن زهير بن كعب بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل ) المتوفى 64 ه. سيد فاضل، ساد قومه بعد قتل سويد بن منجوف بن ثور، و كان أول من دعا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) بالكوفة. و كان رئيس بكر بن وائل، و رايتهم معه يوم الجمل، و صفّين. مات عام 64 ه، بعد يزيد بن معاوية. و حمل الراية مولاه رشراشة. و ذكره الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) و هو من الثقات عند رجال الحديث. و قدم على معاوية في خلافته. و مات عام 64 ه[39] . ويصفه الذهبي ( الأمير أبو الفضل السدوسي ، سيد بكر بن وائل  في الإسلام ، وكان رأسهم يوم صفين  مع علي  ، ويوم الجمل )[40] .

و( الأسود بن بشر بن خوط ) البكري عند التباس الامر يوم الجمل بين الإيمان الواعي والإيمان الساذج كان فارسا، و صاحب لواء عليّ (عليه السلام) يوم الجمل، فقتل فأخذه ابن عمه عبد بن بشر بن حسان بن خوط، فقتل فأخذه الحارث بن حسان بن خوط، فقتل. فأخذه ابنه عديس بن الحارث، فقتل. فأخذه ابن عمهم زهير بن عمرو بن خوط، فقتل. فتحاماه زهير بن عمرو بن مالك، فأخذه حفصة بن قيس بن مرة، فضرب بالسيف فقطع أنفه، و عاش بعد ذلك زمانا )[41] . و بشر بن حسان بن خوط بن مسعر بن عتود بن مالك بن الأعور بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن عليّ بن بكر الشيباني مقاتل، كان مع أبيه حسان في معركة الجمل، و شهدها مع أمير المؤمنين (عليه السلام)، و حين برز إلى القتال يومئذ، قال:

أنا ابن حسان بن خوط و أبي* * * وافد بكر كلّها إلى النبيّ‌[42]

وحارث بن حسان بن خوط بن مسعر بن عتود بن مالك بن الأعور بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر الشيباني المقتول في 36 ه مقاتل كأبيه و إخوته، و كان مع والده حسان في وقعة الجمل، و قاتلوا، و قتلوا جميعا ، و جاء أن كانت راية بكر بن وائل في بني ذهل، مع الحارث بن حسان ، و كان الحارث يقول:

أنا الرئيس الحارث بن حسان* * * لآل ذهل و لآل شيبان‌

و كان لواء عليّ (عليه السلام)، مع حسين بن محدوج بن بشر بن خوط، فقتل فأخذه أخوه حذيفة فقتل، فأخذه عمهما الأسود بن بشر بن خوط فقتل، فأخذه عنبس بن الحارث بن حسان بن خوط فقتل، فأخذه وهيب بن عمرو بن خوط فقتل، و أخذه الحارث و قتل[43]. ومنه نعلم مرتبة قبيلة بكر في التشيع ، ومنه ايضاً نعلم نوع الرجال الذين اختاروا علي بن ابي طالب .

و ( حسان بن خوط بن مسعر ) فارس، و كان شريفا في قومه. شهد الجمل مع أولاده، الحارث، و بشر، و أخوه بشر بن خوط، و أقاربه. و كان حسان هذا وافد بكر بن وائل إلى النبي[44] .

وحين وجه معاوية سفيان بن عوف في ستة آلاف وأمره ان يقطع هيت ويأتي الأنبار والمدائن فيوقع بأهلها فاتى هيت فلم يجد بها أحدا ، ثم اتي الأنبار وفيها مسلحة لعلي تكون خمسمائة رجل وقد تفرقوا ، ولم يبق منهم إلا مائتان ، لأنه كان عليهم كميل بن زياد فبلغه ان قوما بقرقيسيا يريدون الغارة على هيت فسار إليهم بغير أمر علي ، فاتى أصحاب سفيان وكميل غائب عنها وخليفته ( أشرس بن حسان البكري ) ، فطمع سفيان في أصحاب علي لقتلهم ، فقاتلهم فصبروا له وقتل صاحبهم أشرس وثلاثون رجلا [45]. ويبدو واضحاً انتشار بكر في جيوش علي وبقاؤهم جنبه عند غياب الناصر .

ومن بكر بن وائل ايضاً ( حريث بن جابر الحنفي البكري ) فارس، شاعر، رئيس بني حنيفة، و من أصحاب أمير المؤمنين‌ (عليه السلام) المخلصين في ولائه. شهد صفين و أبلى فيها بلاء حسنا. و أمره عليّ (عليه السلام) على لهازم البصرة يوم صفين. و جاء أنّه قتل عبيد اللّه بن عمر بن الخطاب. و كان حريث نازلا بين العسكرين في قبة له حمراء، و كان إذا التقى الناس للقتال أمدهم بالشراب من اللبن و السويق و الماء، فمن شاء أكل أو شرب. و له أخبار تدل على ثباته في طاعة علي (عليه السلام).[46]

 

 

 

ومن قبيلة بكر بن وائل كانت قبيلة ( شيبان ) الموالية ، ومركزها حيث تقطن قبيلة البدور الْيَوْمَ في محيط مدينة البطحاء . وهذه النسبة إلى شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أقصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. قبيل كبير من بكر بن وائل ينسب إليه خلق كثير من الصحابة و التابعين و الأمراء و الفرسان و العلماء في كل فن[47]. وكانوا ممن قام مبكراً لقتال الخوارج مع علي بن ابي طالب ، اذ قام ( صيفي بن فسيل الشيباني ) فقال : يا أمير المؤمنين نحن حزبك وأنصارك نعادي من عاديت ونشايع من أناب إلى طاعتك فسر بنا إلى عدوك من كانوا وأينما كانوا فإنك إن شاء الله لن تؤتى من قلة عدد ولا ضعف نية اتباع[48] .

 

ومن قبيلة بكر بن وائل ( نعيم بن هبيرة بن شبل بن يثربي بن امرئ القيس بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل الشيباني ) فارس كأخيه مصقلة، الذي هرب إلى معاوية، و استعان به على إغراء ربيعة. و نعيم كان شديد التشيع، كتب إليه مصقلة من الشام مع رجل من نصارى تغلب اسمه حلوان، يقول له: إنّ معاوية قد وعدك الإمارة و الكرامة، فأقبل ساعة يلقاك رسولي، و السلام. فأخذه مالك بن كعب الأرحبي فسرّحه إلى عليّ. فقطع يده فمات. و كتب نعيم إلى مصقلة يقول:

لا ترمينّ هداك اللّه معترضا* * * بالظن منك فما بالي و حلوانا

ذاك الحريص على ما نال من طمع* * * و هو البعيد فلا يحزنك إن خانا

ما ذا أردت إلى إرساله سفها* * * ترجو سقاط امرئ لم يلف و سنانا

قد كنت في منظر عن ذا و مستمع* * * تحمي العراق و تدعى خير شيبانا

عرّضته لعليّ أنّه أسد* * * يمشي العرضنة من آساد خفانا

لو كنت أديت مال القوم مصطبرا* * * للحق أحييت أحيانا و موتانا

لكن لحقت بأهل الشام ملتمسا* * * فضل ابن هند و ذاك الرّأي أشجانا

فاليوم تقرع سن العجز من ندم* * * ما ذا تقول و قد كان الذي كانا

أصبحت تبغضك الأحياء قاطبة* * * لم يرفع اللّه بالبغضاء إنسانا

قتل نعيم سنة 66 ه ست و ستين[49] . وشعره يُبين شدة ولاء قبيلة شيبان ووعيهم واخلاصهم .

ومنهم ( يزيد بن الحارث بن رويم بن عبد اللّه بن سعد بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل الشيباني ) المتوفى 68 ه . قائد فارس من الأمراء، و شاعر فاضل، أدرك عصر النبوّة، و أسلم على يد أمير المؤمنين (عليه السلام): و شهد اليمامة، و نزل البصرة، ثم كان أميرا على (الريّ) قصبة بلاد الجبال. و لما استباح الخوارج ما بين اصفهان و الأهواز، يقتلون و ينهبون قصدوا الريّ، و رأى يزيد كثرتهم فدخل المدينة فحاصروه، و طال عليه الحصار فخرج إليهم فقاتلوه. و انقلب أهل الريّ على يزيد، فأعانوا الخوارج، و انتهت المعركة بمقتل يزيد و أعقب حوشب، و ابن حوشب العوام المحدّث[50] . ويبدو انه بسبب تعاونه مع ( ال الزبير )[51] لاحقاً لم يتفاعل معه أهل العراق فتركوه لأهل الري والخوارج .

 

وفِي الجنوب العراقي التاريخي من ربيعة ايضاً كانت قبيلة ( عبد القيس ) – التي هي اصل البحرين والأحساء والقطيف وجزء كبير من البصرة الْيَوْمَ[52] – في اخلاص منقطع النظير لعلي . وكانت تحيط بهم قبائل تميم وضبة وأزد عُمان وقيس عيلان .

وقد كانوا يردون مدينة رسول الله في اول الدعوة الإسلامية ، فقد وردوها بعد معركة احد بيوم وفِي غزوة حمراء الأسد[53] ، ولا يعقل – وهم بهذه الرجاحة والارتكاز العقلي التوحيدي التاريخي والإخلاص اللاحق – الا انهم اسلموا من اول الامر على مراحل .وحين قيل: يا رسول الله هؤلاء وفد عبد القيس قال مرحبا بهم نعم القوم عبد القيس اللهم اغفر لعبد القيس اتوني لا يسألوني مالا هم خير أهل المشرق ورئيسهم عبد الله بن عوف الأشبح وكان دميما فقال رسول الله ص انما يحتاج من الرجل إلى أصغريه قلبه ولسانه وقال له فيك خصلتان يحبهما الله الحلم والأناة[54] . وقد قرأ ملك البحرين ( المنذر بن ساوى العبدي ) كتاب رسول الله بنفسه على قومه ودعاهم الى الإسلام[55] .

وفي معجم البلدان القطيف هي مدينة بالبحرين هي اليوم قصبتها وأعظم مدنها وكان قديما اسما لكورة هناك غلب عليها الآن اسم هذه المدينة ولما قدم وفد عبد القيس على النبي ص قال لسيديها الجون والجارود وجعل يسألهما عن البلاد فقال يا رسول الله دخلتها قال نعم دخلت هجر وأخذت إقليدها [56]. ونساء عبد القيس هن اللواتي ارسلهن علي بن ابي طالب عشرين امرأة مع عائشة الى المدينة بعد انتصاره في معركة الجمل عليهن العمائم والسيوف[57] . وقبل ذلك التحمت قبيلة عبد القيس بجيش طلحة والزبير قبل قدوم جيش امير المؤمنين علي . اذ اقبل حكيم بن جبلة العبدي وهو على الخيل، فأنشب القتال، وأشرع أصحاب عائشة رماحهم، وأمسكوا ليمسك حكيم وأصحابه، فلم ينته وقاتلهم وأصحاب عائشة كافون يدفعون عن أنفسهم وحكيم يذمر خيله ويركبهم بها[58] .

وقد نُقل ان الأشرف بن حكيم بن جبلة العبدي من عبد القيس من أهل البصرة ، فارس، قتل مع أبيه حكيم بن جبلة قبل مجي‌ء عليّ (عليه السلام) إلى البصرة، قتله أصحاب عائشة مع سبعين رجلا من عبد القيس، و كانت عبد القيس، مخلصة في ولاء أمير المؤمنين (عليه السلام). فكان كأبيه من خلّص شيعة عليّ (عليه السلام)[59] . وكذلك ( الرعل بن جبلة العبدي البصري ) استشهد يوم الجمل سنة 36 ه. قتله أصحاب الجمل، قبل مجي‌ء أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى البصرة، مع أخيه حكيم بن جبلة، و سبعين رجلا من عبد قيس. و كان حكيم، و أخوه الرعل من خيار الشيعة[60].

ومنها ( عمرو بن مرجوم بن عبد مر بن قيس بن شهاب بن رباح بن عبد اللّه بن زياد بن عصر العبدي ) صحابي، فارس، و كان والده من أشراف عبد القيس، و رؤسائها في الجاهلية، و كان ابنه عمرو، سيّدا شريفا في الإسلام، و هو الذي جاء يوم الجمل في أربعة آلاف، و صار مع عليّ (عليه السلام) و كان على عبد القيس . و لما كتب أمير المؤمنين كتابا إلى ابن عباس، و إلى أهل البصرة فقرأ عليهم كتاب عليّ (عليه السلام)، قام إليه عمرو بن مرجوم فقال: وفق اللّه أمير المؤمنين، و جمع له أمر المسلمين، و لعن المحلّين القاسطين، الذين لا يقرءون القرآن، نحن و اللّه عليهم حنقون، و لهم في اللّه مفارقون، فمتى أردتنا صحبك خيّلنا و رجلنا[61] .

و عندما خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) في البصرة قبيل المعركة، و أنذر أصحاب الجمل ثلاثة أيام ليكفوا و يرعووا قام إليه ( شداد بن شمر العبدي ) فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: أما بعد فإنّه لما كثر الخطّاءون تمرد الجاحدون، فزعنا إلى آل نبينا الذين بهم ابتدأنا بالكرامة، و هدانا من الضلالة، الزموهم رحمكم اللّه و دعوا من أخذ يمينا و شمالا، فإنّ أولئك في غمرتهم يعمهون، و في ضلالهم يترددون[62] .

ومنهم ( صعصعة بن صوحان بن حجر بن الحارث بن الهجرس بن صبرة بن الحدرجان بن عساس العبدي الكوفي ) التابعي الكبير، العالم الجليل، الخطيب الأديب، الفصيح البليغ المتكلم. مات في خلافة معاوية. بعد أن حضر جنازة أمير المؤمنين (عليه السلام) و بكى عليه و رثاه بكلمات، و أثار على رأسه التراب. و جاء أنّ المغيرة نفاه بأمر معاوية من الكوفة إلى الجزيرة أو إلى البحرين فمات بها. و له مع معاوية مواقف حاسمة. قال الشعبي: كنت أتعلم منه الخطب، و جاء أنّه قام صعصعة يوما إلى عثمان بن عفان، و هو على المنبر، فقال: يا أمير المؤمنين ملت فمالت أمتك، اعتدل يا أمير المؤمنين تعتدل أمتك. و له شعر في المعاجم. و منه قوله في رثاء عليّ (عليه السلام):

ألا من لي بانسك يا اخيّا* * * و من لي أن أبثّك ما لديّا

طوتك خطوب دهر قد توالى* * * لديك خطوبه نشرا و طيّا

فلو نشرت قواك لي المنايا* * * شكوت إليك ما صنعت إليّا

بكيتك يا عليّ بدرّ عيني* * * فلم يغن البكاء عليك شيّا

كفى حزنا بدفنك ثم إنّي* * * نفضت تراب قبرك من يديّا

و كانت في حياتك لي عظات* * * و أنت اليوم أوعظ منك حيّا

فيا أسفي عليك و طول شوقي* * * ألا لو أنّ ذلك ردّ شيّا[63]

وقد استأذن صعصعة على علي ع وقد اتاه عائدا لما ضربه ابن ملجم فلم يكن عليه إذن فقال صعصعة للآذن: قل له يرحمك الله يا أمير المؤمنين حيا وميتا لقد كان الله في صدرك عظيما ولقد كنت بذات الله عليما. فابلغه الآذن فقال قل له وأنت يرحمك الله فلقد كنت خفيف المئونة كثير المعونة[64] .

 

ومنهم ( المثنى بن مخرمة العبدي ) القائل لابن الحضرمي رسول معاوية لأهل البصرة والذي اثار الشغب فيها ضد امير المؤمنين علي بن ابي طالب بغياب ابن عباس واليه عليها : ( لا و الّذي لا إله إلّا هو لئن ترجع إلى مكانك الذي أقبلت منه لنجاهدنّك بأسيافنا، و أيدينا و نبالنا، و أسنة رماحنا، نحن ندع ابن عمّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، و سيد المسلمين، و ندخل في طاعة حزب من الأحزاب طاغ ! و اللّه لا يكون ذلك أبدا، حتّى نسيّر كتيبة، و نفلق السيوف بالهام )[65] .

وقد خرجت عبد القيس وبكر بن وائل ترد جيش طلحة والزبير وعائشة عن البصرة بعد ان عاث فيها فساداً وقتلاً ونهباً لبيت المال وشراء الذمم ، قبل وصول جيش امير المؤمنين علي اليها ، فخرجوا حتى كانوا على طريق علي يؤمنونه[66] . وحين أقام علي بذي قار ينتظر محمدا ومحمدا قبل الجمل أتاه الخبر بما لقيت ربيعة وخروج عبد القيس ونزولهم بالطريق ، فقال : (عبد القيس خير ربيعة وفي كل ربيعة خير وقال:
يا لهف ما نفسي على ربيعة * ربيعة السامعة المطيعة

قد سبقتني فيهم الوقيعة * دعا علي دعوة سميعه

حلوا بها المنزلة الرفيعة )[67]

 

 

ويبدو ان واحداً من اعظم أصحاب علي بن ابي طالب وهو ( رُشيد الهجري ) ينسب الى هجر من بلاد البحرين تلك التي كانت تقطنها عبد القيس . عن قنوا بنت رشيد الهجري قالت: ( سمعت أبي يقول: أخبرني أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: يا رشيد كيف صبرك إذا أرسل إليك دعي بني أمية فقطع يديك ورجليك ولسانك؟ قلت: يا أمير المؤمنين آخر ذلك إلى الجنة؟ فقال: يا رشيد أنت معي في الدنيا والآخرة، قالت: والله ما ذهبت الأيام حتى أرسل إليه عبيد الله بن زياد الدعي فدعاه إلى البراءة من أمير المؤمنين عليه السلام فأبى أن يتبر أمنه، وقال له الدعي: فبأي ميتة قال لك تموت؟ فقال له: أخبرني خليلي أنك تدعوني إلى البراءة فلا أبرأ منه، فتقدمني فتقطع يدي ورجلي ولساني فقال: والله لأكذبن قوله قال: فقدموه فقطعوا يديه ورجليه وتركوا لسانه، فحملت أطرافه يديه ورجليه، فقلت: يا أبت هل تجد ألما لما أصابك؟ فقال لا يا بنية إلا كالزحام بين الناس، فلما احتملناه وأخرجناه من القصر اجتمع الناس حوله فقال: ائتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم ما يكون إلى يوم القيامة فأرسل إليه الحجام حتى قطع لسانه فمات رحمة الله عليه في ليلته[68] ) . وقد كان الامام علي يسميه رُشيد البلايا ، وقد ألقى اليه علم البلايا والمنايا . وقد كان بنو امية يفرضون على عرفاء الاقوام والجماعات تسليم المعارضين لظلمهم[69] , وكان هؤلاء الدعاة يذهبون غدرا , حتى انه وميثم التمار وحبيب بن مظاهر الأسدي كانوا يحدثون الناس كيف هو مقتلهم[70] . وهو لا شك دور مهم لعبه أمثال رُشيد واصحابه هؤلاء في إيصال علوم علي بن ابي طالب وبالتالي رسول الله الخفية الى الناس او الى مستحقيها منهم .

 

 

ومن قبائل ربيعة كانت القبيلة المتذبذبة بسبب حركتها في الأعراب ( عنزة ) ، والتي تزوج علي منها[71] ليأتلفها ، والتي سنعلم من حالها باْذن الله مستقبلاً الكثير . وكان بصفين من عنزة وهي من قبائل ربيعة أربعة آلاف محجف ، والذين وجهتهم ربيعة مع بعض القبائل لكسر طوق أهل الشام على جيش علي بعد ان أرسل اليهم الأشتر يحثهم ، ففر أهل الشام كاليعافير . لكنهم كانوا اول من خرج على علي ، اذ خرج الأشعث بذلك الكتاب – كتاب التحكيم بصفين – يقرؤه على الناس ويعرضه عليهم ، ويمر به على صفوف أهل الشام وراياتهم فرضوا بذلك ، ثم مر به على صفوف أهل العراق وراياتهم ، حتى مر برايات ( عنزة ) وكان منهم بصفين مع علي ع أربعة آلاف محجف فقرأه عليهم ، فقال معدان وجعد العنزيان فتيان اخوان منهم : لا حكم الا لله . ثم حملا على أهل الشام بسيوفهما حتى قتلا على باب رواق معاوية. ثم مر بها على ( مراد ) فقال صالح بن شقيق من رؤسائهم : – ما لعلي في الدماء قد حكم * لو قاتل الأحزاب يوما ما ظلم – لا حكم الا لله ولو كره المشركون. ثم مر على رايات بني ( راسب ) فقرأها عليهم ، فقال رجل منهم : لا حكم الا لله يقضي بالحق وهو خير الفاصلين . فقال رجل منهم لآخر : اما هذا فقد طعن طعنة نافذة . وخرج عروة بن أدية أخو ( مرداس بن أدية التميمي ) فقال : أ تحكمون الرجال في أمر الله لا حكم الا لله فأين قتلانا يا أشعث  . وشد بسيفه ليضرب به الأشعث فأخطأه وضرب به عجز دابته ضربة خفيفة وصاح به الناس ان أمسك يدك فكف ورجع الأشعث إلى قومه فمشى إليه رجال من بني تميم فيهم الأحنف بن قيس واعتذروا إليه فقبل منهم . ومن الواضح ان هذه القبائل تشترك في البداوة وكونها من الفئة التي عرفت الإسلام ولم تعرف علي بعد ، وقد احتاج بعضها الى سنين طويلة ودم الحسين للانتقال من المستوى الابتدائي للإسلام الى مستوى معرفة الإمامة[72] . حتى ان احد زعماء بعض تميم كان من الذين يثبطون الناس عن علي في الكوفة في حربه ضد معاوية الى جانب ابي موسى الاشعري[73] .

 

 

وقد كان النجباء من قبيلة ( مذحج ) الازدية العراقية في الكوفة ينتظرون انارة علي بن ابي طالب للتحرك ، كما فعل ( اويس القرني ) . وهو أويس بن عامر بن جزء بن مالك بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد (يحابر) بن مالك بن أدد بن مذحج المرادي، المعروف بأويس القرني المقتول بصفين سنة 37 ه، كان من خيار التابعين و لم ير النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و لم يصحبه، و من الزهاد و أهل الفقه و العلم، سكن الكوفة، ثم خرج إلى صفّين و قد تقلد بسيفين، و يقال : كان معه مرماة و مخلاة من الحصى، فسلّم على أمير المؤمنين (عليه السلام) و ودعه، و برز مع رجالة ربيعة فقتل من يومه و صلّى عليه أمير المؤمنين (عليه السلام) و دفنه[74]. وقد كانت دعوة مذحج وطيء واحدة في صفين مع رايتين[75] ، مما يكشف عن قربهما .

 

وحين هيج الأشعث بن قيس الكندي بعد أخذ الراية منه يوم صفين واعطائها لربيعة نسبوا ان أهل اليمن الأشتر النخعي وهاني بن عروة المذحجي وعدي بن حاتم الطائي تكلموا في أمره . ومن الواضح ان هؤلاء كانوا من سكنة العراق[76] .

 

عند وفود ( الوليد بن جابر بن ظالم الطائي ) الذي كان ممن وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم، ثم صحب عليا عليه السلام، وشهد معه صفين، وكان من رجاله المشهورين، ثم وفد على معاوية في الاستقامة وكان معاوية لا يثبته ، معرفة، بعينه، فدخل عليه في جملة الناس، فلما انتهى إليه استنسبه، فانتسب له، فقال: أنت صاحب ليله الهرير؟ قال نعم: قال والله ما تخلو مسامعي من رجزك تلك الليلة، وقد علا صوتك أصوات الناس، وأنت تقول:
شدوا فداء لكم أمي وأب * فإنما الامر غدا لمن غلب

هذا ابن عم المصطفى والمنتجب * تنمه للعلياء سادات العرب

ليس ليس بموصوم إذا نص النسب * أول من صلى وصام واقترب
قال: نعم، أنا قائلها. قال: فلماذا قلتها؟ قال لأنا كنا مع رجل لا نعلم خصلة توجب الخلافة، ولا فضيلة تصير إلى التقدمة، إلا وهي مجموعه له، كان أول الناس سلما وأكثرهم علما، وأرجحهم حلما، فأت الجياد فلا يشق غباره، يستولي على الأمد فلا يخاف عثاره، وأوضح منهج الهدى فلا يبيد مناره، وسلك القصد فلا تدرس آثاره، فلما ابتلانا الله تعالى بافتقاده، وحول الامر إلى من يشاء من عباده، دخلنا في جمله المسلمين فلم ننزع يدا عن طاعة، ولم نصدع صفاه جماعه، على أن لك منا ما ظهر، وقلوبنا بيد الله وهو أملك بها منك، فاقبل صفونا، وأعرض عن كدرنا، ولا تثر كوامن الأحقاد، فإن النار تقدح بالزناد. قال معاوية: وإنك لتهددني يا أخا طي بأوباش العراق أهل النفاق، ومعدن الشقاق! فقال: يا معاوية هم الذين أشرقوك بالريق وحبسوك في المضيق، وذادوك عن سنن الطريق، حتى لذت منهم بالمصاحف، ودعوت إليها من صدق بها وكذبت، وآمن بمنزلها وكفرت، وعرف من تأويلها ما أنكرت. فغضب معاوية وأدار طرفه فيمن حوله فإذا جلهم من مضر ونفر قليل من اليمن، فقال أيها الشقي الخائن، أنى لأخال أن هذا آخر كلام تفوه به – وكان عفير بن سيف بن ذي يزن بباب معاوية حينئذ – فعرف موقف الطائي ومراد معاوية، فخافه عليه، فهجم عليهم الدار، وأقبل على اليمانية، فقال، شاهت الوجوه ذلا وقلا، وجدعا وفلا، كشم الله هذه الانف كشما مرعبا. ثم التفت إلى معاوية، فقال: إني والله يا معاوية ما أقول قولي هذا حبا لأهل العراق، ولا جنوحا إليهم، ولكن الحفيظة تذهب الغضب لقد رأيتك بالأمس خاطبت أخا ربيعة يعنى – صعصعة بن صوحان وهو أعظم جرما عندك من هذا، وأنكأ لقلبك، وأقدح في صفاتك، وأجد في عداوتك، وأشد انتصارا في حربك، ثم أثبته وسرحته، وأنت الان مجمع على قتل هذا – زعمت – استصغارا لجماعتنا! فإنا لا نمر ولا نحلي ولعمري لو وكلتك أبناء قحطان إلى قومك لكان جدك العاثر، وذكرك الداثر وحدك المفلول، وعرشك المثلول، فأربع على ظلعك، واطونا على بلالتنا ، ليسهل لك حزننا، ويتطامن لك شاردنا، فإنا لا نرأم بوقع الضيم، ولا نتلمظ جرع الخسف، ولا نغمز بغماز الفتن، ولا نذر على الغضب. فقال معاوية: الغضب شيطان، فأربع نفسك أيها الانسان، فإنا لم نأت إلى صاحبك مكروها، ولم نرتكب منه مغضبا، ولم ننتهك منه محرما، فدونكه فإنه لم يضق عنه حلمنا ويسع غيره، فأخذ عفير بيد الوليد، وخرج به إلى منزله وقال له: والله لتؤوبن بأكثر مما آب به معدى من معاوية. وجمع من بدمشق من اليمانية، وفرض على كل رجل دينارين في عطائه، فبلغت أربعين ألفا فتعجلها من بيت المال، ودفعها إلى الوليد، ورده إلى العراق[77] .

 

 

 

 

ومن اغرب روايات حروب الردة قصة خروج ( سلمى بنت مالك بن بدر ) وهي بنت ( ام قرفة ) على جمل في قصة مستنسخة تماماً عن قصة خروج عائشة على علي بن ابي طالب ، حتى ان القوم ربطوا اسمها باسم عائشة ، وادعوا انها صاحبة كلاب الحوءب التي عناها رسول الله . ولان الراوي الكذاب يعلم قصة عائشة وشياعها وتواترها صعب عليه إلغاء اسمها تماماً فجعل الرسول لم يعين الاسم المقصود بالتحديد ، وإنما قال ان احداكن تستنبح كلاب الحوءب ، ليجعل القضية مرددة فيبعد التهمة عن صاحبة القصة الحقيقية ، لكنه ضحّى برسول الله الذي صار كأنه لا علم له وانه يعمم التهم جزافاً دون وجه دقة منه [78]. وهذا التلفيق شبيه ما نسبوه من قصة ارتداد ربيعة كلها ، من بكر بن وائل وعبد القيس والنمر وجميع من كان في ارض جنوب العراق حتى قطر ، وخلقوا لهذه النسبة قصصاً غريبة شبيهة بقصص البدو عن ابي زيد الهلالي ، ولم يبقوا على الإسلام الا الرباب ومن جاورها من الاعراب . وقد صادف ان من نسبوا اليه الردة من القبائل هي من تشيعت لعلي ، وهي التي قاتلت الفرس تحت راية المثنى بن حارثة الشيباني[79] ، وان من اثبتوها في قصصهم على الإسلام هي جيوش عائشة لاحقاً . ولو كانت ربيعة – التي كسرت قبائل العرب يوم صفين – قد ارتدت لما تجرأت سرايا ابي بكر على التحرش بها . حتى انهم من غرابتهم في هذه القصص جعلوا العلاء بن الحضرمي يستعين بالمثنى بن حارثة الشيباني على المرتدين ، رغم انهم يروون رسالة ابي بكر الى ابن الحضرمي في ذم شيبان – التي كان منها امراء الادب العربي حسب وصف الثعالبي بنو حمدان وبنو ورقاء في العصور اللاحقة[80] – وتهديدها ، والمثنى هو احد أبناء ربيعة وزعماء بكر بن وائل[81] . لكنّ هذه القصة تكشف عن معنى واحد او حقيقة خفية خلف النص الملفق في ان العراق كله كان رافضاً لبيعة ابي بكر وثائراً على خلافته . والغريب ان هذه القبائل كانت نصرانية وقد جاءت الى رسول ودخلت في الإسلام طائعة ، والأشد من ذلك انها كانت قد انتصرت على جيش امبراطورية الفرس من قريب ، بمعنى ان ابن الحضرمي كان أشبه بالمستضعف فيهم .

 

كذلك كان مجمل المترددين في جيش علي من جهة بادية البصرة ، مثل ( خالد بن المعمر السدوسي ) الذي شاء كسر جيش علي يوم صفين بتثبيط عزم قبيلة ربيعة ، ولم يتم له ذلك لاخلاص هذه القبيلة دونه ، اما الذين نصروا خصومه غير الأمويين فكانوا من نجد وبوادي البصرة التاريخية ايضاً ، من ازد عمان وقيس عيلان . وقد كانت رسالة أهل الكوفة الدينية تقتضي إعادة تأهيل هذه المنطقة عقائديا .

 

ودليل ذلك انه بعد اول خطبة اختبارية للحسن بن علي في عسكره بدر اليه الخوارج لا غيرهم واتهموه بالكفر , قبل القتال , فكيف لو كان قاتل , ربما سيدفعونه بينهم وبين جيش معاوية . وليس في تاريخ المسلمين من فئة تكفّر الامام سوى الخوارج , وهذه الفئة كانت الأقرب في طلب الثار من علي بن ابي طالب وولده , اذ كانت اخر المعارك لعلي قبل تولية الحسن ابنه هي النهروان التي قتل فيها علي المارقين من الخوارج من اعراب القبائل الذين كفروه في صفين وخرجوا عليه . ولم يكن من مطيع ومدافع عن الحسن سوى القبائل المتحضرة التي كانت شيعة لابيه , ولهذا طلبها حوله بالاسم وهي همدان وربيعة . فيما كان قسم كبير من بني اسد اعراب قبل انفصال القبيلة الى قسمين كبيرين , احدهما ناصبي خرج من العراق الى الشام بعد مقتل الحسين بن علي , والآخر موالي لاهل البيت شديد الولاء . فهجم بعض اعراب بني اسد على الحسن وجرحوه[82] .

 

 

لقد تحكم الأتراك البجكمية وغيرهم بمقدرات دولة العباسيين ومصائر الخلفاء في بغداد ، وكانت النتيجة الطبيعية لهذا ان تعم الفوضى باقي أطراف الدولة . فكان الصراع قائماً بين زعماء القبائل على النفوذ والسلطان ، في مقابل ضمان المال لبني العباس عن كل منطقة . وقد كانت المنطقة في جنوب تركيا وشمال سوريا وشمال العراق موزعة بين ربيعة ومضر من الوائليين وشيبان وثعلب والنمر وغيرهم ، وكانوا في الغالب شيعة . وكان حين ولي الاتراك امرة الامراء والارزاق للمرة الأولى عن طريق ابن شيرزاد – بحسب ابن خلدون – ان ضاقت الجبايات على العمال والكتّاب والتجار وامتدت الايدي الى أموال الرعايا وفشا الظلم وظهرت اللصوص وكبسوا المنازل واخذ الناس بالجلاء عن بغداد[83] .

لكن حين استبد الأتراك بمصائر العباسيين وعاث الأكراد في المنطقة الواقعة بين شمال بغداد وأرمينيا وفارس انتدبت ربيعة متمثلة في بني حمدان من بني وائل لتثبيت حكم العباسيين . ورغم كونهم كغيرهم من الباحثين عن السلطان الا انهم كانوا يحتفظون بالأسس والقيم العربية المحضة . فانطلقت جحافلهم في عدة محاور ، مرة لارجاع الخلفاء الى مركز مدينة بغداد ، ومرة لضبط الأكراد او بعض الأتراك ، ومرة لضبط الثورات العربية جنوب بغداد ، او صد غارات الاعراب في محيط الموصل او بغداد . الا ان وجود الأتراك الكبير نسبياً في جيش الخلافة الرسمية المرافق لجنود الحمدانيين خلق فوضى عارمة ، حيث كانوا على استعداد دائم للقتال من اجل المال ، مرة اذا نفذ ، ومرة اذا زاد . فانقلبوا على امير الحمدانيين وكسروا شوكة جيشه من اجل الاستحواذ على المال ، رغم انه هزم الانقلاب الكبير الذي اسقط قصر العباسيين في بغداد على يد البريدي . فرجعت جحافل الحمدانيين الى الموصل بحذر ، واستولى الأتراك على بغداد مرة أخرى ، بعد قتال واغتيالات نشبت بينهم على الإمارة .  واضطر الخليفة المتقي العباسي الى استقدام الحمدانيين من الموصل لحماية عياله من الأتراك بقيادة توزون ، فخرج اليهم الى تكريت ، فامنوه وأهله ، واستضافوه في الموصل ، الا انه غدر بهم واستقدم الجيوش من مصر وغيرها من العجم والعرب حتى ضيّق على الحمدانيين ، ثم راسل توزون التركي للصلح ، فأجابه بالطاعة ، فالتقوا قبل بغداد ، فقتله توزون وبايع للمستكفي العباسي بالخلافة ، في حالة من الغدر كان يأنف من إتيانها العرب . وكان الحمدانيون قد انشغلوا حينئذ بجيش الأخشيد الذي استقدمه سابقاً المتقي العباسي للتضييق عليهم من مصر ، ثم تفرغوا لمواجهة الغزو الأوربي المتمثل بالروم الذين وصل جمعهم الى الشام ، فهزمهم الحمدانيون[84] . وقد اشتهر عيث الغز , وكان انهيار الممالك امامهم بسبب صراع امرائها على الملك والنفوذ وهم لا يعلمون مستوى الخطر القادم , وقد احاط الغز الجفاة ببغداد وانقرض ملك الاكراد[85] .

 

 

لقد ظلت ( البطائح = ذي قار ) ينتقل ملكها بالدم والعنف مدة بين مجموعة عوائل , وبين وزراء ال بويه الذين عسفوا بالناس في اخر حكم البويهيين الذي تميز بالميل الى الدنيوية , الامر الذي شجع على انتقاض اهل البطائح عليهم , بعد ان خربت بلادهم اقتصاديا . وذلك ما جعل البويهيون ينتقمون من أهلها ويفرقونهم في الاجام وينهكون قوى المنطقة بعد خور زعيمها ابن الهيثم ونجاته بنفسه . حتى اقطعها سلاطين بغداد الاتراك لبني مزيد هي وكل جنوب العراق الحالي , فضمنها ال ابي الخير منهم . وهو امر يكشف عن بقاء قوة المزيدين وحلفائهم لمكانة امارتهم الاعتقادية بين شيعة العراق . وبسبب هذا البعد العقائدي انتقض ال مزيد على السلاطين الاتراك , بسبب سوء سريرة السلاجقة وطائفيتهم المعهودة , فاخذ السلاطين البطيحة واقطعوها لمولى لهم , ثم لال ابي الخير المتنافسين بينهم على الملك واستعانوا بهم على حرب المزيديين . ثم انهزم الجيش السلجوقي امام المزيديين , فقتل احد امراء ال ابي الخير ابن عمه وبايع المزيديين . عندها حاول المزيديون اصلاح الامر مع الخلافة العباسية بعيداً عن الاتراك , الا ان الخلافة كانت اضعف من ان تدبر الأمور . فقبض السلاجقة على احد امراء المزيديين وكحلوا عينه نكاية بالعرب , فاستشاط غضب المزيديين , ودخلوا في حرب مفتوحة مع الخلافة وامرائها السلاجقة الاتراك , مما اضعف قوى المزيديين وجنوب العراق كثيرا , لا سيما اقتصاديا . ثم انتقلت امارة البطائح بعد ضعف السلاجقة الى أهلها من بني معروف من ربيعة , حتى اجلت الخلافة عن امارتها حين قويت وتخلصت من حكم السلاجقة , ولم تحفظ لاهلها وقفتهم التاريخية معها في عدة مواطن , بل تركتها الى الفوضى بلا وال[86] . كما كان ضعف الاكراد الشيعة بداية لانهيار ممالك الشرق الإسلامي وبداية لعصر الاتراك , وكان ذلك بسبب صراع الاتراك الداخلي على الملك لا سيما بعد مقتل بدر بن حسنويه[87] . وقد انضمت بعض طوائف الاكراد الى الغز من اجل الملك . حتى بلغ الامر ان الامير الغزي يقلع عين الامير الكردي سرخاب في ظاهرة بشعة نشرها الغز . فأعمال الغز كانت مقدمة لممارسات المغول وربما افضع لم يذكرها الاعلام الرسمي [88] .

 

ورغم ما كانت عليها بغداد من التجارة والحياة الزراعية والحرفية والتعليمية , الا ان الحكومات كانت متقلبة تلعب بها الأموال , فانحدرت الصناعة والحرف الى احط دركاتها . وصار الجدال الديني هو السائد شعبيا . حتى ان النزاعات تفشت بين الطوائف المسيحية في الموصل , مما يكشف عن تغلغل الأثر العثماني والاوروبي في أراضيها .

وكنتيجة مباشرة ان هذا الواقع المظلم والمتخلف يتجه الى تفكيك القبلية مستقبلاً وذهاب عناوين القبائل الكبرى مثل ربيعة وقشعم والموالي , وظهور قبائل جديدة .

 

 

وشهد القرن الثامن عشر افظع المجازر العثمانية تجاه القبائل العراقية التي لم تكن تريد سوى الحرية في ارضها التاريخية وان تدين بعقائدها الخاصة والتي افتى العثمانيون بكفرها . فلم تستطع قبائل الأغلبية في العراق وهي على التشيع ان تستسيغ هدا السلب العثماني لارضها وهذه السرقة لحضارتها ومن ثم هذا التكفير ضدها , فكيف يمكنها ان تتعاون مع العثمانيين الذين ينظرون من زاوية أخرى هي زاوية الكفر والخيانة لهذه القبائل . سوى القبائل السنية التي كان الكثير منها على البداوة , ولذلك كانت قريبة على باشوات العثمانيين والتي كانوا يستخدمونها لضرب قبائل العراق الأخرى . فيما كانت القبائل الجديدة والمترددة في ارض العراق بين مد وجزر , مثل شمر , متذبذبة بين عنفوانها العربي وبين رغبتها في التعاون مع احدى الامبراطوريتين . كما كانت قبائل العراق ومدنه تنظر بعين الرفض لمظاهر الطائفية التي زرعها العثمانيون الاتراك بصفة رسمية من خلال بنائهم المساجد والمدارس الدينية الحكومية على مذهبهم المتزمت فقط ومظاهر الجوع والموت التي تنتشر كل عقد في مجموعة من مدن العراق ومراكزه الحضارية التاريخية التي أصبحت خرابا . فيما كانت السلطة طيلة القرن الثامن عشر ضمن عائلة واحد في مختلف ولايات العراق تتقاسمها عائلة حسن باشا وولده احمد الذي حكم العراق طويلا وقاد الحروب فيه وهو امي واصهاره واقاربه ومن تعلق بهم . وهي عائلة ابادت قبائل العراق من المنتفك ( بني اسد , بني مالك , بني سعيد , الاجود ) وبني لام وزبيد وشمر , لأن هذه القبائل أرادت الحرية والتحضر , ودمرت العلاقات الكردية العربية التي كانت قائمة على التحالف التاريخي للاكراد اللريين وعرب بني لام بسبب اطماعها السياسية . وقد دمرت قبيلة كبيرة ومفصلية في تاريخ الإسلام هي ربيعة لانها ابت ان تدفع الاتاوات للكهية العثماني . وكانت كل الجهود المالية للعراق تذهب لقتل أبنائه وابادة قبائله وتخريب ممتلكاتها . وكانت هذه الابادات البشرية والحضارية الالية التي وفرت للبريطانيين دخول العراق لاحقا و, هو من اخر البلدان التي دخلها البريطانيون بسبب رفض أبنائه للاحتلال الأجنبي . وبالفعل لم يجد العثمانيون سوى هذه القبائل الى جانبهم بعد خيانة حلفائهم لصالح البريطانيين , الا انها حينها كانت قبائل انهكها تاريخ الحكم العثماني . وكان ظهور عائلة السعدون ( ال شبيب ) سلبياً على المستوى القيادي والمذهبي في العراق , اذ انها كانت طامحة لما يرتبط بمصالحها لا بما يرتبط بالجمهور العريض المحيط بها , فهي عائلة سنية غريبة صغيرة جداً تعيش وتقود في وسط شيعي ساحق سمح لها بالظهور لايجاد معادل موضوعي عربي مناسب طائفياً لرغبة العثمانيين في سلطتهم . في الوقت الذي كانت تسمح لشركة الهند الشرقية البريطانية والشركات الهولندية في العراق ان تمارس نشاطتها التجارية بكل حرية من خلال دفع الاتاوات[89] .

 

 

وكان بقايا العيونيون من قبيلة (عبد القيس) من (ربيعة) يحكمون البحرين في القرن السابع الهجري نيابة عن العجم ، وكان منهم الشيخ الأمير (محمد بن ماجد) الذي جمع بين العلم الديني والإمارة وكان مشهوراً بفضائل حلمه[90] .

 

وكان يقيم في مدينة الحلة السيفية فقهاء وعلماء وأدباء من مختلف القبائل ، تجمعهم رابطة العلم والعقيدة. وربما اندمجت بعض قبائلهم السالفة بقبيلة بني أسد الكبيرة ، لا سيما في القرون المتأخرة حيث أخذت الاوبئة أكثر تلك القبائل . واهمها قبيلة (عجل) الشيعية المعروفة احدى قبائل (ربيعة) ، التي ينتسب إليها مؤسس مدرسة الحلة العلمية الشيخ (فخر الدين محمد بن منصور بن احمد بن ادريس العجلي) الذي ولد بحدود ٥٤٣ هجرية[91] . أسس شيخ الطائفة (محمد بن الحسن الطوسي ٣٨٥ – ٤٦٠ هج) بعد انتقاله من بغداد الى مدينة النجف الاشرف مدرسة علمية ضخمة ، كانت ميزتها وعيبها هو الشيخ نفسه ، إذ أنه ترك من العلوم الضخمة والعميقة ما جعل هذه المدرسة بحراً زاخر العباب ، لكنه لم يترك من شدة هيبته لمن بعده الفرصة أو الجرأة لنقد آراءه ، حتى كاد يضيع جو الإجتهاد في الأصول والفقه ، بل إن زعماء تلك المدرسة بعده كانوا ولده (الحسن) وحفيده (محمد) ، إذ استمر الحال الجامد ذلك أكثر من قرن من الزمان . حتى تحرك زعيم مدرسة الحلة العلمية الشيخ (ابن ادريس العجلي الحلي) ، ووجّه نقداً كبيراً لآراء الشيخ الطوسي ، تسبب في هجوم جملة من العلماء الأعلام عليه ، بل وقدحه باشد العبارات ، وقد كانت بعض آرائه واضحة الانفراد ربما ، لكنه على الأرجح حقق ما كان يصبو إليه من تحريك الدم الجامد في الجسد الشيعي. إذ لولاه لما تجرأ ربما أحد على تجاوز ما قاله الشيخ الطوسي ، لقرنين آخرين على الأقل ربما . بل ربما ظلت زعامة الحوزة العلمية النجفية كرامة لأولاده فقط . وهذا ما جعله يتجاوز  اسلوب الشيخ الصدوق في نقد اراء الشيخ الكليني ، أو اسلوب الشيخ الطوسي في نقد اراء الشيخين الكليني والصدوق . وربما يكون نقل (ابن ادريس) الإجماع في مسألة يعلم عدم الإجماع عليها ، ليثير حفيظة العلماء المعاصرين له بزلزال يجعلهم يحركون أقلامهم ويردون عليه ، وقد نجح في ذلك ايما نجاح[92] . كانت هناك مصاهرة واضحة بين (النخع) من خلال (آل ورام) الشيخ الزاهد والأمير العسكري وبين شيخ الطائفة (الطوسي) ، تلتقي برئيس المذهب (ابن ادريس العجلي الحلي) والفقيه الكبير السيد (رضي الدين بن طاووس)[93] .

 

كما كان للشيعة في الفترة من منتصف الأربعينات من القرن العشرين السهم الكبير بتطوير الحياة المدنية في العراق ، بمجرد أن ضعف النفوذ البريطاني في العراق ، حيث بدأوا بسلب الميزات الاحتكارية من يد الشركات الأجنبية ، وعملوا على توطين الادارات العامة ، وتنمية الموانئ والطرق والسكك الحديد ، والاستماع إلى كلام العلماء الأعلام في النجف الأشرف ، وسن القوانين المدنية والوظيفية ، وعقد الاتفاقيات الدولية ، لا سيما النفطية منها ، والتركيز على تنمية واقع صغار الفلاحين والموظفين ، وحل مشاكل الإسكان ، وخدمات الماء ، كما فعل السيد (ضياء جعفر الاحول الموسوي) في الفترة ١٩٤٧ – ١٩٥٣م ، حين توليه منصب وزير الاقتصاد خمس دورات والمواصلات والاشغال والشؤون الاجتماعية ووكالة وزارات المواصلات والمالية والمعارف وغيرها[94]. وهذا لا شك ، مع عوامل اخرى ، وصلت إلى ارتباط الوصي على العرش (عبد الإله ) بابنة اكبر زعيم قبلي شيعي وهو أمير قبيلة (ربيعة) ، سرّع من حث الأجانب عملاءهم في الجيش العراقي -الذي لم يكن بعد قد نفذت فيه المدنية الشيعية بشكل واف ، وكان يعاني بداوة التأسيس الطائفي والأجنبي- على تنفيذ انقلاب تموز ١٩٥٨م وانهاء الحكم الملكي في العراق. وبالفعل بدأ منذ ذلك اليوم نجم الشيعة بالافول في الحكومات العراقية ، وارتفع منسوب الطائفية والعسكرة ، وتدنت الأخلاق ، وانهار بناء المدنية بالتدريج . وقد كان النظام الطائفي السني هو سبب سقوط الملكية في العراق ، كما سبباً في سقوط الدولة العثمانية في البلاد العربية ، إذ كان الاعتماد على هذا النظام في قيادة الجيوش قد حرم الدولتين من سيطرة الفكر الشيعي المتمدن الثابت على مبدأ حماية الإسلام والنظام العام في حينها ، إذ انفلت عقال الضباط العرب والشركس وغيرهم عن جيش العثمانيين ، والتحق أغلبهم بالانجليز تحت مسمى الثورة العربية ، كذلك انفلت ذلك العقال في الجيش الملكي العراقي تحت مسمى الأحزاب القومية والشيوعية .

 

وكانت الأسر العلمية الدينية العراقية العربية تتصاهر فيما بينها ، وتقود الحراك الاجتماعي بجبهة مشتركة في معظم العصور ، لا سيما في العهد الملكي ، كما في تصاهر عوائل (الاطيمش) من ربيعة مع (آل الشبيبي) و (آل الطريحي) ، وارتباطهم النسبي بوجوه سياسية وإدارية وتعليمية في مختلف مدن العراق . وكذلك (آل الاعسم) و (آل الحبوبي)[95] .

 

ولقد كان (آل الاطيمش) و (آل البلاغي) و (البيات) و (آل التغلبي) من اشهر العوائل العلمية والدينية من قبيلة (ربيعة) في القرن العشرين الميلادي . و(آل البلاغي) اسرة معروفة في الوسط العلمي منذ القرن التاسع الهجري . وآل التغلبي ، وهم نسل من أمراء قبيلة (ربيعة) عُرفوا منذ القرن الثاني عشر الهجري[96] .

 

وبالرغم شهرة وعظمة ما أنتجته حوزة الشيخ (محمد جواد البلاغي) الربيعي في الربع الأول من القرن العشرين الميلادي من علوم وردود منطقية ودفاع عن الاسلام أمام هجمات التبشير المسيحي والدعوات إلى الإلحاد والخلاعة ودفاعه عن مذهب أهل البيت أمام هجمات الوهابيين السلفيين وبعض الفرق الأخرى المنتحلة صفة الإسلام أو المنشقة عنه ، وكان يجيد اللغات العبرية والإنجليزية والفارسية ، ويزور معابد اليهود وكنائس النصارى ويطّلع على مؤلفاتهم ، حتى تمت ترجمة كتبه في أوروبا إلى الإنجليزية في وقت مبكر ، وكان من تواضعه وصفاء نيته أن يطبع بعض مؤلفاته بأسماء مستعارة ، الا أن العامة من الناس لم يلتقوا حولها في غالبهم ، سوى الخاصة منهم . ربما لأنه كان كأصحاب علي بن ابي طالب يمتري لنفسه بنفسه ويكون في الناس كأحدهم ، لا كما شاع في بعض شأن أهل زمانه وعصره من متداولي العلم من تعظيم للنفس والبدن . وقد كان يعيش على محصول ارض ورثها عن أبيه[97] .

 

ومن الأسر العلمية التي تنتهي إلى (بكر بن وائل) في النجف الأشرف أسرة (آل حرج) التي هاجرت هرباً من مشاكل لواء (المنتفگ) وبداوة (آل سعدون)[98] .

 

ومن العوائل العلمية الدينية التي تنتمي إلى قبيلة ربيعة عائلة (آل حسان) أو (الحساني) النجفية ، والتي تنتشر بين مدن الهاشمية في الحلة والنجف الاشرف والسماوة ( مع آل زيّاد ) وبغداد والبصرة ، ولها موقوفات كثيرة من بيوت وبساتين على أهل العلم منذ زمان جدها الشيخ (حسان)[99] .

 

ومن قبيلة ربيعة أيضاً العائلة العلمية الدينية النجفية (الحچامي = الحكامي) ، التي هاجرت من مدينة (سوق الشيوخ) لطلب العلم والاجتهاد في النجف الأشرف منذ زمان جدها الشيخ (طاهر) في القرن الثالث عشر الهجري[100] .

 

ولقد كان السيد (عبد الرزاق بن علي بن حسن الحلو الجزائري) مرجعاً عملياً للتقليد في اهوار ومدن جنوب العراق ، قاد عمليات الجهاد التي أفتى بها ضد الإنجليز عند بدء دخولهم إلى العراق في مدينة البصرة وفي (القرنة) بالتحديد في العام ١٩١٤م ، إلى جانب ما قام به السيد (محمد سعيد الحبوبي) ، وكان السيد (الحلو) يقود بنفسه معظم المعارك غير المتكافئة تقنياً ضد الأجانب ، إلى جانب  الأمير (حسك آل مبارك) زعيم قبائل (الإمارة = ربيعة) في (المدينة) ، حتى انكسر العثمانيون وهربوا من إلى الجنوب إلى (كوت الإمارة) ، فالتحق بهم السيد (الحلو) والأمير (حسك آل مبارك) بقواتهم واستقبلهم العثمانيون استقبالاً حاشداً ، حتى انكسر العثمانيون مرة أخرى وهربوا إلى شمال العراق وتركوا شيعة العراق بلا ناصر وبلا سلاح مناسب وبلا تنظيم معقول بعد أن ساهموا في إضعافهم لقرون . حتى توفي السيد (عبد الرزاق الحلو) في النجف الأشرف التي كان أهلها يعظمونه ويجلونه وجميع أهل العراق كذلك لما اتصف به من شمائل كريمة وسخاء وشجاعة ، واضطر الإنجليز المرعوبون في جنازته إلى تحيتها وانزال العلم من على سراي الحكومة حين مرورها[101]

 

ويبدو أن قبائل (بني حچيم) في غالبها -بحسب بعض الكتابات- من (الجلّاس) من (مسلم) من عنزة بن وائل ، اخو بكر و تغلب ابني وائل ، لا سيما العشائر المنحدرة من (محمد بن دعي) مثل (الجوابر ) و (آل توبة) و (آل زيّاد )[102] . وقد امتازت قبائل (بني حچيم) بالتدين والأخلاق العالية والانضباط والوطنية والشجاعة المبدئية المتعقلة ، بخلاف الكثير من القبائل الأعرابية النجدية التي تلتقي معها بنفس النسب ، نفعها في ذلك ربما هجرتها المبكرة إلى العراق ووقوعها بين الحاضرة العلمية (النجف) والحواضر المدنية الجنوبية (الشامية) و (المنتفگ) ، أو ربما كانت هي بذاتها تختلف عن سلوك وطريقة تفكير تلك القبائل الأعرابية ، الأمر الذي دفعها إلى الهجرة التي تعززت بوقوعها بين حواضر علمية ومدنية عراقية تلاقحت معها ، حتى كانت منها مجموعة من العوائل العلمية الدينية النجفية مثل عوائل (الجابري) و (الخويبراوي) وغيرها ، وصيرورتها درعاً شيعياً عقائدياً ضخما .

 

ومن العوائل العلمية الدينية النجفية من قبيلة (ربيعة) عائلة (الدروغ) أو (الدراغ) ، وقد كان بعضهم من سدنة الأماكن المقدسة[103] .

 

ومن قبيلة (ربيعة) أسرة (آل سماكة) العلمية في مدينتي النجف الأشرف والحلة[104] .

 

 

 

[1] المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب \ المغيري \ ص 33 – 34

[2] تاريخ العرب قبل الإسلام \ د. محمد سهيل طقّوش \ دار النفائس – ط 1 – 2009 \ ص 267 – 272 \ بتصرف

[3] الملكة بلقيس التاريخ والاسطورة والرمز \ مصدر سابق \ ص 68 \ بتصرف \\ اعيان الشيعة \ دار التعارف \ ج 1 \ ص 243

[4] تاريخ الطبري / دار الفكر / ج ٢ / ص ٢١٤ – ٢١٦

[5] تاريخ التمدن الإسلامي 2 \ جرجي زيدان \ ص 47

[6]تاريخ ابن خلدون / دار الفكر / ج ٤ / ص 645 – 646

[7] أقليات العراق في العهد الملكي / زيد عدنان باجه جي / دار الرافدين / ص ٣٣

[8] تاريخ ابن خلدون / دار الفكر / ج ٤ / ص 599

[9] تاريخ الطبري / مؤسسة الاعلمي / ج ٢ / ص ٥٨٢

[10] تاريخ الطبري / مؤسسة الاعلمي / ج ٢ / ص ٥٧٩

[11] تاريخ الطبري / مؤسسة الاعلمي / ج ٣ / ص ٧

[12] تاريخ الطبري / مؤسسة الاعلمي / ج ٢ / ص ٥٥١ – ٥٥٧

[13] تاريخ ابن خلدون 4 \ دار الفكر \ ص 415 – 425

[14] تاريخ الطبري / مؤسسة الاعلمي / ج ٢ / ص ٦٣١

[15] تاريخ الطبري / مؤسسة الاعلمي / ج ٢ / ص ٦٤٠

[16] تاريخ الطبري / مؤسسة الاعلمي / ج ٢ / ص ٦٣٣ – ٦٣٥

[17] تاريخ الطبري / مؤسسة الاعلمي / ج ٢ / ص ٥٧٤

[18] تاريخ الطبري / مؤسسة الاعلمي / ج ٢ / ص ٦٢٨

[19] تاريخ الطبري / مؤسسة الاعلمي / ج ٢ / ص ٦٥٤

[20] تاريخ الطبري / مؤسسة الاعلمي / ج ٢ / ص ٦٥٤

[21] تاريخ الطبري / مؤسسة الاعلمي / ج ٢ / ص ٦٥٧

[22] تاريخ الطبري / مؤسسة الاعلمي / ج ٢ / ص ٦٦٠

[23] تاريخ ابن خلدون / دار الفكر / ج 4 \ ص 443 – 444

[24] تاريخ ابن خلدون 4 \ دار الفكر \ ص 548

[25] تاريخ الأمم والملوك / الطبري / مؤسسة الاعلمي / ج ٢ / ص ١٣

[26] تاريخ الأمم والملوك / الطبري / دار الكتب العلمية / ج ٣ / ص ٩٦

[27] الكامل في التاريخ / ابن الأثير / دار الكتاب العربي / ج ٢ / احداث سنة سبع وثلاثين

[28] أصحاب الامام امير المؤمنين والرواة عنه / الأميني / ج ١ / ص ١٠١

[29] أصحاب الامام امير المؤمنين والرواة عنه / الأميني / ج ١ / ص ١١٣

[30] أصحاب الامام امير المؤمنين والرواة عنه / الأميني / ج ١ / ص ١٦٧

[31] أصحاب الامام امير المؤمنين والرواة عنه / الأميني / ج ١ / ص ٢٣٦ – ٢٣٧

[32] كتاب صفين / ابن ديزيل / دار الكتب العلمية / ص ١٠٠ الهامش

[33] كتاب وقعة صفين / نصر بن مزاحم المنقري / ص ٤٨٤

[34] أصحاب الامام امير المؤمنين والرواة عنه / الأميني / ج ٢ / ص ٥١٢

[35] أصحاب الامام امير المؤمنين والرواة عنه / الأميني / ج ٢ / ص ٤١٦

[36] اعيان الشيعة / ج ١ / ص ٥٢٥

[37]تاريخ التمدن الإسلامي 2 \ جرجي زيدان \ ص 47

[38] تاريخ الأمم والملوك / الطبري / دار كتاب / ج ٢ / ص ٢٠٨ – ٢٠٩

[39] أصحاب الامام امير المؤمنين والرواة عنه / الأميني / ج ١ / ص ٢٨٦

[40] سير أعلام النبلاء / الذهبي / مؤسسة الرسالة / الجزء الثالث / ص ٥٣٨

[41] أصحاب الامام امير المؤمنين والرواة عنه / الأميني / ج ١ / ص٥٩

[42] أصحاب الامام امير المؤمنين والرواة عنه / الأميني / ج ١ / ص٧٨

[43] أصحاب الامام امير المؤمنين والرواة عنه / الأميني / ج ١ / ص١٢٦

[44] أصحاب الامام امير المؤمنين والرواة عنه / الأميني / ج ١ / ص ١٦٠

[45] الغارات / ج ٢

[46] أصحاب الامام امير المؤمنين والرواة عنه / الأميني / ج ١ / ص ١٥٦

[47] أصحاب الامام امير المؤمنين والرواة عنه / الأميني / ج ١ / ص ١٠٢

[48] الإمامة والسياسة / ابن قتيبة الدينوري / دار الكتب العلمية / ص ١١٨

[49] أصحاب الامام امير المؤمنين والرواة عنه / الأميني / ج ٢ / ص ٥٧٩

[50] أصحاب الامام امير المؤمنين والرواة عنه / الأميني / ج ٢ / ص ٦٠٦

[51] مقتل الحسين / أبو مخنف الازدي / تعليق : الحسن الغفاري / ص ٢٦٠

[52] أعيان الشيعة / ج ١ / ص ١٩٧

[53] تاريخ الأمم والملوك / الطبري / مؤسسة الاعلمي / ج ٢ / ص ٢١٧

[54] أعيان الشيعة / ج ١ / ص ٢٤٢

[55] أعيان الشيعة / ج ١ / ص ٢٤٥

[56] معجم البلدان / ياقوت الحموي / دار الكتب العلمية / ج ٤ / ص ٤٢٩

[57] موسوعة ال بيت النبي / د. مجدي باسلوم – سميرة مسكي / دار الكتب العلمية / ج ٢ / ص ٦٣

[58] إمتاع الأسماع / تقي الدين المقريزي / دار الكتب العلمية / ج ١٣ / ص ٢٣٤

[59] أصحاب الامام امير المؤمنين والرواة عنه / الأميني / ج ١ / ص٦٤

[60] أصحاب الامام امير المؤمنين والرواة عنه / الأميني / ج ١ / ص ٢١٤

[61] أصحاب الامام امير المؤمنين والرواة عنه / الأميني / ج ٢ / ص ٤٥٤

[62] أصحاب الامام امير المؤمنين والرواة عنه / الأميني / ج ١ / ص ٢٧٨

[63] أصحاب الامام امير المؤمنين والرواة عنه / الأميني / ج ١ / ص ٢٩٣ – ٢٩٤

[64] مقاتل الطالبيين / أبو الفرج الأصفهاني / دار الكتب العلمية / ص ٢٢

[65] منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة / ميرزا حبيب الله الخوئي

[66] الكامل في التاريخ / ابن الأثير / دار الكتاب العربي / ج ٢ / ص ٥٨١

[67] اعيان الشيعة / ج ١ / ص ٤٥٤

[68] بحار الأنوار / المجلسي / دار احياء التراث العربي / ج ٧٢ / ص ٤٣٣

[69]   رجال الكشي / مؤسسة النشر الإسلامي / ط ١ / ص 82 \ ح 6

[70] رجال الكشي / مؤسسة النشر الإسلامي / ط ١ / ص ٧٦ و ٧٨

[71] رجال الكشي / مؤسسة النشر الإسلامي / ط ١ / ص ٧٤ / ح ٢

[72] اعيان الشيعة / ج ١ / ص ٤٩٠ – ٥١٤

[73] اعيان الشيعة / ج ١ / ص 565

[74] أصحاب الامام امير المؤمنين والرواة عنه / محمد هادي الأميني / دار الكتاب الإسلامي / ط ١ / ج ١ / ص ٧٠

[75] اعيان الشيعة / ج ١ / ص ٢٧٥

[76] اعيان الشيعة / ج ١ / ص ٤٧٦

[77] شرح نهج البلاغة / ابن ابي الحديد / دار احياء الكتب العربية / ج ١٦ / ١٢٩-١٣١

[78] تاريخ الطبري / دار الفكر / ج ٢ / ص ٢٩٠

[79] تاريخ الطبري / مؤسسة الاعلمي / ج ٢ / ص ٦٤٧ – ٦٤٨

[80] اعيان الشيعة \ دار التعارف \ ج 1 \ ص 188

[81] تاريخ الطبري / مؤسسة الاعلمي / ج ٢ / ص ٥١٩ – ٥٢٨

[82] اعيان الشيعة \ ج 1 \ ص 569

[83]تاريخ ابن خلدون / دار الفكر / ج ٤ / ص 574

[84] تاريخ ابن خلدون / دار الفكر / ج ٤ / ص ٢٨٨ – ٢٩٩

[85] تاريخ ابن خلدون / دار الفكر / ج ٤ / ص 699

[86] تاريخ ابن خلدون / دار الفكر / ج ٤ / ص 680 – 687

[87] تاريخ ابن خلدون / دار الفكر / ج ٤ / ص 692- 693

[88] تاريخ ابن خلدون / دار الفكر / ج ٤ / ص 696 – 697

[89] أربعة قرون من تاريخ العراق \ ص 188 – 196

[90] منتظم الدرين في تراجم علماء وأدباء الأحساء والقطيف والبحرين , محمد علي التاجر البحراني , مؤسسة طيبة لإحياء التراث – الطبعة الأولى ١٤٣٠ ه , ج ١ , ص 190

[91] مدرسة الحلة العلمية ودورها في حركة التأصيل المعرفي , د. حسن عيسى الحكيم , منشورات المكتبة الحيدرية ، ط ١ , ص 21 – 25

[92] مدرسة الحلة العلمية ودورها في حركة التأصيل المعرفي , ص 38 – 45

[93] مدرسة الحلة العلمية ودورها في حركة التأصيل المعرفي , ص 52

[94] مشهد الإمام أو مدينة النجف , ج 2 , ص 108 – 110

[95] مشهد الإمام أو مدينة النجف , ج 2 , ص 136 – 138 و 145

[96] مشهد الإمام أو مدينة النجف , ج 2 , ص 135 و 176 – 177 و 229 و 231

[97] مشهد الإمام أو مدينة النجف , ج 2 , ص 209 – 226

[98] مشهد الإمام أو مدينة النجف , ج 3 , ص 93

[99] مشهد الإمام أو مدينة النجف , ج 3 , ص 108 – 110

[100] مشهد الإمام أو مدينة النجف , ج 3 , ص 122

[101] مشهد الإمام أو مدينة النجف , ج 3 , ص 141 – 145

[102] مشهد الإمام أو مدينة النجف , ج 4 , ص 27

[103] مشهد الإمام أو مدينة النجف , ج 4 , ص 107

[104] مشهد الإمام أو مدينة النجف , ج 4 , ص 128

 

…….

 

 

 

Rabia tribes

 

 

 

It seems that the Saba tribes were distributed in the form of dispersed civilizations extending between Iraq, the Levant and the Jazira to Yemen, and among the most important of them are the Azd tribes, which were distributed apparently since the era of Amr bin Amer meziqiyya into groups [1]that became kingdoms and states. Iraq, which was distributed in Madhhij And the Lakhmion (Manathira), and in Yathrib, where the Aws and the Khazraj resided, and in Yemen, the Sabaeans had several countries. Many Adnan Ismaili Arabs lived among these kingdoms , especially in Iraq and the north of the island, and they are one extension that formed historical Iraq. The most important of these Adnan tribes were Rabia, Abd al-Qais, Shayban and Ajl, who defeated the Persians in the battle of Dhi Qar. This society – by virtue of citizenship, neighborhood and history – formed a homogeneous mixture that blended with the remnants of the peoples of Iraq, including the Arameans and the Amorites . And Al-Anbat.

Most of the Aramaic region became Christianized after the advent of Christ , peace be upon him , as the tribes of Rabia, Taghlib, Quda’a, Wati, Madhhij, Bahra’, Salih, Tanukh , Ghassan , Lakhm, Shaiban, Ajl from Bakr bin Wael, the kings of al-Hirah al-Manathira, Kinda, al-Sukoon, Kalb, and many of the inhabitants of al-Yamama, al-Taif, Bani Hanifa, and some Quraysh became Christian. And they were mostly on the unified Nestorian doctrine, as the Nestorians in Al-Hirah took upon themselves the task of preaching unified Christianity, so they followed the internal, external and coastal trade routes, and spread Nestorian Christianity in the east of the Arabian Peninsula. Christian hermits became a remarkable phenomenon in the Sinai Peninsula, and Christianity spread over other tainted doctrines in Egypt. The people of Bahrain from Bani Abd al-Qais professed Christianity and had bishops there and in Qatar, and the king of Oman at the time of the prophetic mission ( Al-Julanda ) was a Christian, and there were several monasteries and bishops in his country [2]. (Najran ) was an important Christian center that witnessed an intellectual and religious struggle, and they were the ones who were burned by the owner of Al-Ukhdud, and they remained there until the time of (Umar) when most of them migrated to Iraq [3].

The great historical tribes of Iraq came , such as Madhhij , An-Nakha’, Zabid and Abd al-Qais [4], and they were Christians, obedient in their conversion to Islam to the Messenger of God. Forcing them to convert to Islam with the sword, is the sword but the sword of understanding? But the pens of the Umayyads wanted them not to give them a religious preference over the ruler, just as the Omari caliphate wanted before that they not have a preference over the Quraysh. This is in addition to the people of Iraq from Rabia, Mudar and Nabat in the northern Iraqi island up to the borders of Tikrit, most of whose people were Christians [5].

The tribes of (Tanukh ) and (Al-Azd = Madhhij + Al-Nakh’ + Al-Ghassannah + Al-Manathira), which are among the Sabaean tribes, have been converted to Christianity. Likewise, the tribes of (Taghlib), (Bakr bin Wael = Shayban + Ajl), (Rabia) and (Abd Al-Qais), have been converted to Christianity. It is from the Adnan tribes, as well as (Ayad) and (Leprosy). The Nabataeans of Iraq, the Arameans, and the Assyrians were also Christians. So that ancient Iraq ( Mesopotamia) – which is from Armenia to Qataria = Qatar, and even Oman, which was one of the works of Basra during the time of Jalal al-Dawla al-Buwayhi [6]– almost all of it became Christian, owed to Nestorianism [7], which sees Jesus son of Mary as a human being and not a god. Al-Hirah became the largest and most famous religious center in the world for non-Roman Christianity.

However, this Christian faith used to diminish in its doctrinal depth whenever it moved away from the glow of Nestorianism in Iraq. The Christians of Iraq were stronger than others in their faith, but they converted to Islam before the horses of the Islamic army entered their country, so (Al-Muthanna bin Haritha Al-Shaibani) became the leader of those Muslim groups, and in his army – which marched to Dhi Qar – about four thousand (Nabat of Iraq), who The Arabs called them (al-Mawali), because they entered into loyal alliances with the Arab tribes after they were civil, not tribal. The strange thing is that the Arabs from Rabia and Mudar quarreled as a result of the wars of these loyalists later in the Abbasid era, for the victory of one of the non-Arab parties of Bani Buyih , until the ruler of the state, the king of the Buyihs, reconciled between them [8].

 

But the matter in (Iraq ) was not as it was in other countries, for in it the Christian seminary of knowledge was in Al-Hirah, and its people had accepted the right of Ali in the caliphate, after they knew his status from the Messenger of God, when the Prophet met the leaders of the tribes (Shayban ) and (Ajl) before The day of (Dhi Qar), which he said after that they were victorious, which proves that they believed in his religion, and that they raised it as a slogan in their battle, after the good promised them. Likewise, the people of Iraq were a mixture of the Nabataeans and the Arabs, united by Christianity and kinship, which was what (Umar ibn al-Khattab) was repulsed by, according to the custom of the Jahiliyyah. And Arameans. That is why the people of Iraq, as a whole, disbelieved in the caliphate of Abu Bakr, and behind him was Umar. The matter was getting more complicated, and the narrators were lying and distorted. What worsened the matter was that Abu Bakr sent them (Khalid bin Al-Walid), that idolater of bad manners. That is why Umar bin Al-Khattab was demanding (Al-Muthanna bin Haritha Al-Shaibani) by saying (But then, get out of my back the non-Arabs…), and he pushed to (Take the Arabs seriously if the non-Arabs are serious).

The army of Iraqi Christians who embraced Islam, and it was from the tribes of Shayban, Rabia, Ajl, Bakr, the Nabateans, and Azad, was the decisive factor in the liberation of Iraq, to the extent that Al-Muthanna arrived in (Baghdad), and established a fixed camp for it in (Al-Anbar), led by (Furat bin Hayyan), after he forced The people of Anbar are Christians, the protector of the Persians, to seclude themselves.

In the battle of (Buwaib ) in the thirteenth year of the Hijrah, the Persian army came under the leadership of (Mahran), so the Christian Arab tribes coalesced – with their Nabatean loyalists – under the leadership of (Al-Muthanna bin Haritha Al-Shaibani), supported by the Christians (Nimr) led by (Anas bin Hilal Al-Nimri), and Christians (Taghleb) led by (Ibn Mardi al-Fihri al-Taghlibi). And in the battle of (the bridge ) Christians fought (Abu Zubayd al-Ta’i), the poet, and he was a Christian. And in the conquest of (Tikrit ) attended (Taghleb), (Iyad) and (Nimr). These are the same tribes that the plaintiffs claim that Khalid bin Al-Walid fought when he entered Iraq [9], and the two accounts are not correct. And it was these tribes that impersonated Ali bin Abi Talib ’s Shiism creed , and they are the same ones who conquered Iraq away from the false narratives of Saif bin Omar, who did not forget to give his people from Bani Tamim a large share in the conquest of Iraq, so that he made the Muslim armies pardon the Kalb tribe in wars The conquest of Iraq due to its pre-Islamic alliance with Bani Tamim [10], as the lands of Tamim were from Basra to Qatar, and the lands of Kalb from Samawah towards Najd, as they are two almost neighboring tribes, and the lands of Asad from Najaf and Karbala towards the desert to Najd facing the one coming from the Arabian Peninsula [11]. At the head of the armies of conquest were Muthanna ibn Haritha al-Shaibani and Uday ibn Hatim al-Ta’i, in the tribes of southern Iraq [12]. Persia was the most hated of faces to the Arabs and the heaviest for them at the time of the conquests, and people did not respond to the call of the mandate from the caliphate due to the strength of the Persians’ authority and their glory and their subjugation of nations . Before [13], Umar ibn al-Khattab directed to it the faces of the Shiites from the people of Iraq who were residing in their arms or who were cut off from the army of the Levant and returned to their land with Hashem al- Marqal . Kalachter [14]. As in the battle of the bridge, those whom Omar sent from Medina fled and sided with Omar, and only the Shiite people of Iraq remained, as the strength of the army was from Rabia, and Thaqif under the leadership of the martyr Abu Ubaid bin Masoud, the father of Al-Mukhtar Al-Thaqafi, who appears to have been at a high level of sacrifice and sincerity, [15]one Especially Thaqif, not the general population, as he was assigned alone to fight Persia in Iraq after the princes and supporters of Omar refrained for four days of Omar calling them for fear of the power of the Persians. The Persian, claiming that he was the king, refused and said that I fear God to kill him, and a Muslim man believed in him, so they said that he is the king. . Then Umar bin Al-Khattab, after all this, and after the people of Iraq were the ones who conquered the Levant and defeated Persia, sends to Ubaid Al-Thaqafi a letter in which he disparages the land and describes it as evil and unspeakable . Despite the steadfastness of Al-Muthanna bin Haritha Al-Shaibani in the battle of Al-Jisr against the masses of the Persians, the disagreement was the escape of Khalid bin Al-Walid, one of the most important coup princes mentioned in history [16].

Even at a time when Khaled bin Al-Walid, Amir Abi Bakr, was distributing positions and wealth in Iraq to men and tribal names that came with him that no one had heard of in the time of the Messenger, Al-Muthanna bin Haritha was on the outskirts of Al-Madaen in the face of the Persians alone [17]. Likewise, we lost the history of men like Abu Ubaid bin Masoud Al-Thaqafi, and their children (Al-Mukhtar ) became an important role in supporting Shiism, as Abu Ubaid Al-Thaqafi was martyred while he was leading the Muslim army in the battle of the bridge against the Persians in the battles to liberate Iraq during the era of Omar [18]. The efforts of these leaders were mostly individual and sincere . Caliph Umar used to stir up tribal leaders against each other to disperse allegiances, as he did in provoking tribal strife between Jarir bin Abdullah Al-Bajali and Arfjah bin Harthama on the day they marched to Iraq to support Muthanna bin Haritha, had it not been for the wisdom and refusal of Arfjah. Omar asked to be stubborn with Jilah [19]. And the oddities of Umar ibn al-Khattab did not end with his dismissal of al-Muthanna ibn Haritha al-Shaibani, as he argued in him that he did not appoint him over the companions of the Messenger of God, while he argued in a previous position against those who objected to him by appointing non-companions over them that the companions’ merit was in their willingness to undertake jihad and preceded them to it, despite the affiliation The precedence, heroism and sincerity of Al-Muthanna in jihad in the most dangerous gap, and the lack of after Al-Muthanna had adequate companionship, which is a strange contradiction, solved by the smell of Shiism in Shayban that Al-Muthanna leads, and the awareness of the leaders of the armies of the people of Iraq that made them revolt against the allegiance of Abu Bakr and his caliphate [20]. And Iraq at that time extended from Armenia to the south of the Gulf and from Al-Ahwaz and Kerman to Siffin in the Levant today , inhabited by the tribes of Rabia, Asad, Al-Nimr, Taghlib, the Arameans and others from its people [21]. And it was these tribes that came to Al-Muthanna before Al-Qadisiyah to confront the Persians. Those who were in southern Iraq close to Al-Madinah came to where Umar ibn Al-Khattab camped, mourning the people, and whoever was in southern Iraq close to Al-Muthanna came to where he camped [22].

It was clear that the narrators who recounted the battle of al-Qadisiyah included the Yamaniyya, who we previously explained were the people of Iraq, among the people of Yemen. In fact, Omar Ibn Al-Khattab was the best of the armies that participated in the Battle of Yarmouk between Iraq and the Levant after they refused to comply with his order to mobilize all of them to Iraq, so he chose the people of Iraq from Al-Nakh’a and Al-Qadisiyah and chose the people of Yemen from the Levant, and this was clear from the context of the events. So Umar then went to the Nakha’ and glorified them by saying (Indeed, the honor is among you, O people of the Nakha’, to sit squarely), so he divided them into two parts, a section that kept him in the Levant and a section of his journey to Iraq, which is a difficult matter that only a tribe with a strong faith and a solid belief can do. Likewise, he reveals the need of Omar bin Al-Khattab They are very strong towards them, because he knows the truth about their conversion, and it was not easy for him to praise those who convert to Ali bin Abi Talib. And the women were terrified of their offspring and women, and this remained with them until the late ages before the Ottoman Empire settled them to make it easier for them to break their resolve. The Yemeni people of Iraq were three-quarters of the army that Omar marched from Medina to Al-Qadisiyah, and the rest of the people were a quarter. To meet their number with the number of Rabia and Asad, whose tribes were extending between Iraq and Najd, and to them the tribes were terrified , so they were all the number of the Islamic army in Al-Qadisiyah, so these armies extended between the land of Bakr bin Wael from Rabia, where the camp of Al-Muthanna bin Haritha Al-Shaibani and Uday bin Hatim Al-Ta’i was on a slow with him and between the land Bani Asad, where the camp of Saad bin Abi Waqqas. The novels also mention some of those who emerged that they were from Aqeel. As it is clear, the Shiite tribes are explicit . Even the Daylamites – who are the ancestors of the Buyids – had participated in this battle against the Persians, which proves their Sumerian affiliation, so the Persians participated in the judiciary of the Daylam state later with the Turkish army that was sent by the Abbasids [23]. These tribes were the pillar of the Qadisiyah army against the Persians, and Saraya from the Kinda tribe joined them later.

There was also the Tamim tribe, which was joined by some Bedouin tribes in Najd, such as Al-Rabab and Qais Ailan, but with a very limited number. These mischievous tribes wanted to protect Iraq and rejected Omar’s order to migrate to the Levant, despite Omar’s attempt to win them over through tribal provocation, in an attempt to change the demographic that he was unable to implement in Iraq and which the Ottomans later succeeded in, so it is strange that this desire remains to change the face of And the map of Iraq for centuries between the authorities. However, the whole effort was focused on the Rabia tribe, which the Arabs called at that time the title (The Lion ), in exchange for the title of the Knight of the Lion Empire as well. That is why Umar did not appoint any of the leaders of these tribes to control the companies, banners, and fortune-tellers of the Qadisiyah army, even though they included sons of honor, strength, and Islam, such as Uday bin Hatim al-Ta’i, because he accused them of conspiring against the coup forces that brought Abu Bakr and him, and although the axis of the Qadisiyah army is based on these tribes . However, he was forced to appoint Salman al-Farsi over the religion of the people only, because Omar knew the dialectic of the Iraqi religious mind, and that only a man like Salman who had a high rank in religious knowledge would be right for him, so he appointed him for his needs to the people of Iraq. Omar’s army, whom he sent with Saad bin Abi Waqqas from outside Iraq, were Arabs whose lives were based on plunder and plunder, so that Saad deported them to the south of the Euphrates to Maysan, so they stole people’s cows and oxen unjustly and terrorized them, and this is one of the main reasons for the fear of the people of the black from the forces of the coup. It is strange and reprehensible that this Omari prince Saad bin Abi Waqqas did not have any heroism in the battle of Qadisiyyah or after it in pursuing the fleeing Persians, and we do not know why Omar chose him, and he was the one who slept while people were fighting on the day of the battalions in Qadisiyyah without stopping, and we do not know any leader in history He was like him, so that all the tribes rebelled against him on the night of the Harir because of his weakness, his lack of resourcefulness and his slowness of opinion, so they went out bearing and did not wait for his command, and then he had no role in the battle of Al-Qadisiyah except for a name in the false records of history. Even when the Persians set out for Saad in the camp of Ghadeh, only the Tamim tribes of Iraq prevented them from coming to him from the blacks of Basra. The army of the caliphate that came with Saad was busy looting the wealth of Iraq, which he was fascinated by to the extent that they named those days after it, the day of cows and the day of whales (fish), which they plundered from the farmers of Sawad Iraq, under the leadership of the new Omari princes such as Sawad bin Malik, the owner of the first Saad’s secret. Despite this, the Nabataeans from the people of Iraq (Al-Hamra ) participated in the Islamic army of Al-Qadisiyah against the Persians. And the mill of war was raging against the Banu Asad alone, and Saad did not allow his army to help them, according to the accounts, but from observing the urging of the tribal leaders to their tribes, it is understood that these tribes were terrified when they saw the elephants and one hundred and twenty thousand Persian soldiers. Until Banu Asad turned back the elephants from the faces of the Arabs, then some tribes proceeded to fight, after killing five hundred men from Banu Asad, and it was the day of Armath, which was the first day for them alone. It appears from the narrations that the tribe that was cooperating with her is Rabia. Al-Nakh` was also next to them, even a boy of the Nak` was taking nearly eighty prisoners, and the standard-bearer of the Nak` was urging his people to anticipate the people to obtain martyrdom. The women of al-Nakh` used to fight alongside the men with batons and treat the wounded. Some of the women even reminded their children of their steadfastness in Islam and threw them into the pits of war. Because of the strength of this tribe, the Arabs married seven hundred women of them, until they called the Nakha (the in-laws of the Arabs). Al-Nakha’ was moving with its weights with the Islamic army in the liberation battles from the foreign armies between the Levant and Iraq with Khalid bin Al-Walid, Abi Ubaidah and Saad bin Abi Waqqas. And if we go beyond the story of Al-Qa’qa’ bin Omar Al-Tamimi, which was fabricated from Saif bin Omar Al- Tamimi, then Al-Nakha’ is the first tribe that conceived on the night of the Harir. And these heroes from the people of Iraq are the ones Saad described in his book to Omar Ibn Al-Khattab, saying : “They used to recite the Qur’an when the night came upon them, the sound of bees, and they were the lions of people, not like the lions.” Even the aid that came to them from the Levant at the command of Umar was from the tribes of Iraq, Murad Madhhij Hamadan, and these latter are the clearest picture of the Shiites, and they were the people of the days who witnessed Yarmouk and Qadisiyah. The people criticized Saad bin Abi Waqqas’s negligent position and his stay in the palace with his family, and the people were killed and the people were exhausted , until they said in his criticism of the poems, and he used to replace Khalid bin Arafatah , an ally of the Umayyads. And it seems that when the people of Iraq saw this and were unable not to implement the caliph’s order to command Saad bin Abi Waqqas over them despite his shortcomings, and then none of them would have come forward to lead the people as Saad would complain about him to the caliph, they chose to submit his nephew (Hashim bin Utbah bin Abi Waqqas ), and he is known as ( Al-Marqal ), one of the most important Shiites of Ali bin Abi Talib and the bearer of his banner on the day of Siffin, so Saad would not dare to complain about his nephew. And it was a very clever plan, as Al-Marqal was a seasoned brave man, who followed the remnants of the Persians to Jalawla , and cooperated with the local Nabataeans to surprise the Persians, and stormed their remnants alone with his own army when the princes of Omar and Saad refrained, and he defeated them, especially in the decisive battle of Jalawla . And all these heroics from the Shiites of Ali and the people of Iraq have reached us despite what was concealed by the pens of power and the tribal and sectarian enmities .

That is why Umar ibn al-Khattab did not find a choice but to appoint Hudhayfah ibn al-Yaman as ruler over the people of Kufa at that time, i.e. from al-Qadisiyah, due to his clear adherence to Ali ibn Abi Talib, and the caliph’s need for these Shiite tribes at that time and his confusion regarding the way to deal with them. The leaders of Umar, who sent them from Medina, and the Arabs provoked the people of Al-Sawad by robbing them of their money and livestock and terrorizing their families. It is strange that these forces attacked the villages of the Taghlib and Al-Nimr tribes, despite the participation of the latter two in supporting the Islamic Army. Herein lies the difference in morals and religion between the Iraqi and the Arab armies, which Omar feared would influence the Arab tribes of Iraq and turn them against him, so he used the example of Hudhayfah to control matters. These morals were inherited in the generations that followed the belief of Ali bin Abi Talib. Jalal al-Din, the Shiite king of Bamiyan in the Abbasid era, [24]refused to put his hand in the hands of the Turks to betray their king, despite the temptation of potential gains in order to preserve covenants .

 

The peoples in the near Middle East were distributed to the center of the message in the form of groupings, and each grouping was close to Ali bin Abi Talib’s understanding as much as it was close to his previous understanding of Islam. So there was (Rabia ) in Iraq, and she is one of the Adnan Arabs who entered Islam voluntarily early, and she became the closest to Ali bin Abi Talib. And there was (Mudar al-Hamra = Khandaf ) in southern and central Iraq, and she was hesitant in her approach to Islam at the beginning of the call, and so was her relationship with Ali bin Abi Talib. And there was (Azd Iraq), which entered Islam early as a result of its direct relationship with Azd Al-Madinah from the (Ansar), as well as its direct and early relationship with Ali bin Abi Talib. There are also (Mudhar Al-Sawda = Qais Ailan), which are Arab tribes residing in the region of Najd, who did not enter into Islam even after the conquest, and they intended to eliminate the Islamic state in cooperation with the Quraish, had it not been for the victory of the Messenger over them, and a large part of them became in the army of Muawiyah Or opponents of Ali, and despite this, Ali and his companions tried to penetrate them intellectually to complete the call of Islam in them. I also found (Azd Oman and Yemen), and they voluntarily accepted Islam and abandoned their kingdoms without a fight, but their distance from the center of Iraqi civilization created a knowledge gap between them and Ali. Like them (Azd Ghassan) in the Levant, when they accepted Islam, but they were brought up in the bosom of Banu Umayyah ibn Abd Shams, whose first disagreement with Hashem, the grandfather of the Messenger, was a moral dispute, as Umayyah envied Hashim and his nobility, and he could not do the good deeds that Hashem used to do . Although he was financed, he was a worldly hypocrite [25]. They mixed with the immigrants from Yemen, and they all knew the Quraish Islam offered by the Umayyads and those who allied them on the world from the Quraysh or the odd companions, so they were enemies of Ali, and the most difficult task was to penetrate them, but it was a task drawn in the minds of the Iraqis who followed the House. This is all in addition to the human masses of the Mawali, the Nabataeans, and the Copts in Iraq, the Levant, Persia, and Egypt , which differed in their epistemological ranks . .

All these peoples were divided into clans, tribes, and groupings that were largely subject to their princes and leaders, and affected by their political orientations. The civilizing factor, the way of life, Bedouinism, urbanization, historical relations, alliances, and wars played a prominent role in their intellectual formation.

 

 

As for the strongest supporters of Ali bin Abi Talib, it is the ( Rabia ) tribe. Its historical habitats are from the city of Al-Gharraf in Nasiriyah to the city of Kut. It is bordered by the tribe of Tai’ from the east, Bakr bin Wael from the south, between Tai’ and Bakr al-Mawali from the Nabat of Iraq, and from the north and west Hamdan, Madhhij, An-Nakha’, Asad and Ansar.

It came that when Ali passed by the people of the banners on the day of Siffin, he called out in a loud voice as if he was indifferent to what the people were saying: Whose banners are these for? We said: Rabia’s banners. He said: Rather, they are the banners of God. May God protect their people and their patience and make their feet firm [26]. And he said on the most important and intense night of Siffin : A long pride for you, Rabia. And the Commander of the Faithful, Ali bin Abi Talib, had walked between the banners of Rabia in two lines, so they vowed that death would not be injured while he was among them. They surrounded the Commander of the Faithful by covering the white of the eye with its blackness. Seven thousand of them stipulated that they would not return unless they removed Muawiyah’s booth. When Muawiyah saw their executioner, he fled to some of the military camp and left them from his booth with the advice of Amr ibn al-Aas. Ali said to them : You are my spear and my shield.

He said in Al-Kamil in Al-Tarikh (… Ubayd Allah ibn Umar rebuked and said: O people of Sham , this neighborhood is from the people of Iraq , the killers of Uthman and the supporters of Ali . They imposed great severity on the people , so Rabia stood firm , and they were patient with good patience , except for a few of the weak and the failures, and they were steadfast. The people of the banners and the people of patience and preservation, and they fought a good fight, and Khaled bin Al-Muammar was defeated with those who were defeated, and he was on Rabia , so when he saw the owners of the banners had patience, he returned, and he shouted at those who were defeated, and he commanded them to return, so they returned, and Khaled had sought it to Ali that he was the writer of Muawiya , so he brought him Ali and Rabia with him, so Ali asked him about what was said, and he said to him: If you did that, then follow whatever country you want, and Muawiyah does not have a judgment over it, so he denied that. Rabia said  O Commander of the Faithful, if we knew that he had done this, we would have killed him, so he trusted me with promises, and when he fled, some people accused him, and he apologized that when I saw some of our men who had been defeated, I met them to return them to you, so I accepted those who obeyed me to you. And when he returned to his position, Rabia incited  So their fight with Himyar and Ubaid Allah bin Omar intensified , until there were many dead among them, so Samir bin Al-Rayyan Al-Ajli was killed , and he was very strong, and Ziyad (bin Omar) bin Khasfa Abd Al-Qais came Then inform them of what happened to Bakr bin Wael from Himyar, and he said: O Abdul Qays, there will be no Bakr after today, so Abdul Qays came to Bani Bakr , and they fought with them, and Dhu Al-Kalaa Al-Himyari and Ubayd Allah bin Omar were killed .[27] . And from it we know that Ubaidullah bin Omar refers directly to Rabia in the killing of Uthman bin Affan, not because they were really like that, but because he knows of their opposition to Uthman’s government and their sincerity in supporting Ali. Their support for Ali is clear in their trial of one of their leaders, Imam Ali, on religion and belief, which reminds us of what the Ansar did in some of their positions with the Messenger of God. (Abu Arafa) addressed them on the day of Siffeen, saying (… and that no one will enter Paradise except the patient ones, those who have patiently endured themselves with God’s obligations and His commands, and there is nothing that God obligated upon His servants that is more severe than jihad, and it is the best reward for deeds. If you see me, I have I tightened, and tightened, and he judges, do you not long for Paradise, or do you not like that God forgives you ?) So he tightened and tightened with him, so they fought fiercely, and he took hold of the arms saying:

Tighten if he is not tightened with the flag * * * That Al-Raqqashi Abu Arfaa

Abu Arfaa fought until he was killed. After him, Rabi`ah imposed a great deal of force on the ranks of the people of Sham, so she broke them [28]. And he did not stir them up in this world, but in the Hereafter by mentioning Paradise, which is something that reveals their great belief in Ali bin Abi Talib.

And from Rabi’ah (Jamil bin Ka’b al-Tha’labi), he was one of the masters of Rabi’ah, the Shiites of Ali, and his supporters. Two rows and the camel attended [29]. Likewise (Al-Hudhayn Ibn Al-Mundhir Ibn Al-Harith Ibn Ulah Al-Basri Al-Raqqashi Al-Ansari), who died in 97 AH. Muhaddith is called Abu Sasan, and he is the bearer of the banner of Ali (peace be upon him). Trustworthy and true, on the authority of Abi Baseer, he said, I said: To Abi Abdullah (peace be upon him) the people apostatized except for three, Abu Dhar, Al- Miqdad , and Salman. And he was speechless. The Commander of the Faithful (peace be upon him) left him Istakhar , and he was one of the masters of Rabia who died in 97 AH. And he has good poetry. And the poet said when he ( peace be upon him) gave him the banner on the day of Siffin when he was nineteen years old:

For whom is a black flag whose shadow flickers * * * if it is said that it is forwarded by two arms in advance

And he leads her to stab until he visits her * * * The menstruation of death drips with death and blood[30]

And from the peaks of Rabia (Zaid – Abu Abdullah – Ibn Sohan bin Hajar bin Al-Harith bin Al-Hajras bin Sabra bin Al-Hadjan bin Laith bin Zalim bin Dahl bin Ajl bin Amr bin Wadi’ah bin Lakiz bin Afsa bin Abdul Qais Al-Raba’i Al-Abdi) was killed in 36 AH. An innovator who met the Prophet (may God’s prayers and peace be upon him and his family ) and his companions. And he was virtuous, religious, and a leader among his people . His hand was cut off in Al-Qadisiyah, and he was killed on the day of the camel, so he said: Bury me in my clothes, for I am in a quarrel. The Messenger of God (may God’s prayers and peace be upon him and his family ) said : “He who is pleased to look at someone whose limbs precede him to Heaven should look at Zayd bin Sohan.” And it was followed by: Sasaa . Zeda. Cyan. Abdullah, Sihan was killed, and Abdullah , on the day of the camel with their father, Amr bin Yathribi killed them , and he was taken prisoner, so the Commander of the Faithful (peace be upon him) ordered him to be killed, and he was killed. And Rabia was one of the most sincere people in loyalty to the Commander of the Faithful (peace be upon him). As well as the Sohan family, they were all crumbling in their allegiance [31].

And when Ali (peace be upon him) finished with the banners of Rabi`ah on the tenth day, from the days of the war in Siffin, Ibn Laqit said: If Ali was wounded among you, you would be exposed and he had sought refuge with you, and you have no excuse among the Arabs if Ali was wounded among you, and one of you was a man Alive, if you prevented him, praise be to life, you clothed him, so they fought a fierce fight that was not before him when Ali came to them, and in this they contracted and recommended that one of them not look behind him until he returned to the marquee of Muawiya. When Muawiya saw them coming, he said:

If you say, Rabi`ah has passed away, * * * battalions of them will come fighting like mountains

Then Muawiya said to Amr: What do you see? He said: I see that my uncles did not break their oath today. So Muawiyah left them and his pavilion. And he went out fleeing to some of the military camp, and entered it [32].

One of the masters of Rabia, the Great Front (Kardous bin Hani Al-Bakri) was the one who said in the sedition of arbitration in Siffin: (O people, by God, we have not been loyal to Muawiyah since we disavowed him, and we have not disavowed Ali since we have taken him in. And that our dead are martyrs, and that our lives are for the righteous, and that Ali is Perhaps I have proof from his Lord. He only created fairness, and every right is fair, so whoever surrenders to him is saved, and whoever opposes him is destroyed [33]. )

 

Among them (Mujza’a bin Thawr bin Ufair bin Zuhair bin Amr bin Ka’b bin Sudus Al-Sudusi), a companion. A poet. Knight. He was an honorable leader, participated in Siffin, and fought the people of Levant with Rabia. It came that Rabi`ah, after the killing of Abu Arfa’a, a great deal of hardship struck the ranks of the people of Sham, and she broke them. In it he said fragmentarily:

I strike them and I do not see Muawiyah * * * the towers, the great spring that contains

It plunged him into the fire or an abyss * * * There were howling dogs next to him

Seduced a tyrant what is not his gift Hadia[34]

 

 

While she was from the spring of the most famous tribe of Iraq (Bakr bin Wael), she desperately defended the right of Ali bin Abi Talib and his approach. Its homeland is in the south of Dhi Qar, where the current city of Nasiriyah is, and its Bedouins extend to the desert that extends between Iraq and Najd. It is adjacent to it from the west in Samawah, the Kalb tribe, where Ali used to make them collect their alms together sometimes, and from the south [35]the tribes of Qais Ailan and Amr bin Tamim, and from the east the Nabataeans Iraq next , and from the north Rabia. Therefore, they had an important role in fighting the Kharijites in the triangle between Diwaniyah, Nasiriyah and Samawah [36]. A large part of them migrated to Mosul, northern Iraq and southern Turkey. Rather, a large part of Rabia was in the northeastern part of the island of northern Iraq before Islam [37]. Bakr bin Wael and her clans (Ajl ) and (Shayban) were the reason for the Arabs’ reconciling with the non-Arabs on the great day of Dhi Qar, in which the land and honor were preserved, especially (Ajl) [38].

Including (brother of Bin Thawr Bin Afeer Bin Zuhair Bin Kaab Bin Sadous Bin Shayban Bin Dahl Bin Tha’labah Bin Akabah Bin Saab Bin Ali Bin Bakr Bin Wael) who died in 64 AH. Sayyid Fadel, who ruled his people after the killing of Suwayd bin Manjouf bin Thawr, and he was the first to call for the Commander of the Faithful (peace be upon him) in Kufa. He was the chief of Bakr bin Wael, and I saw them with him on the Day of the Camel and Siffin. He died in 64 AH, after Yazid bin Muawiyah. And the flag was carried by his master Rashrasha . And Sheikh al-Tusi mentioned him in his men among the companions of the Commander of the Faithful (peace be upon him), and he is among the trustworthy men of hadith. And he came to Muawiyah in his caliphate. And he died in 64 AH [39]. Al-Dhahabi describes him ( Prince Abu al-Fadl al-Sudusi, the master of Bakr bin Wael in Islam, and their head was on the day of Siffin with Ali , and on the day of the camel ) [40].

And (Al-Aswad bin Bishr bin Kout) Al – Bakri when the matter was confused on the day of the camel between the conscious faith and the naive faith . bin Khot, and he was killed. So his son Udays bin Al-Harith took him and killed him. So their cousin Zuhair bin Amr bin Khot took him, and he was killed. Then Zuhair bin Amr bin Malik defended him, so Hafsa bin Qais bin Murra took him, and he struck him with the sword, cutting off his nose, and he lived after that for some time ) [41]. And Bishr bin Hassan bin Khawt bin Misar bin Atoud bin Malik bin Al-Awar bin Dahl bin Thalabah bin Akabah bin Saab bin Ali bin Bakr Al-Shaibani, a fighter, he was with his father Hassan in the Battle of the Camel, and he witnessed it with the Commander of the Faithful (peace be upon him), and when he emerged to fight on that day, he said:

I am the son of Hassan bin Khot , and my father is * * * a virgin delegate, all of them to the Prophet[42]

And Harith bin Hassan bin Khawt bin Misar bin Atoud bin Malik bin Al-Awar bin Dahl bin Thalabah bin Akabah bin Saab bin Ali bin Bakr Al-Shaibani, who was killed in 36 AH, a fighter like his father and brothers, and he was with his father Hassan in the battle of the camel, and they fought, and they were all killed And it came that the banner of Bakr bin Wael was in Bani Dhahl, with Al-Harith bin Hassan, and Al-Harith used to say:

I am the president, Al-Harith bin Hassan* * * of the family of Dahl and of the family of Shayban

And the banner of Ali (peace be upon him) was with Hussein bin Mahdouj bin Bashr bin Kout, so he was killed, so his brother Hudhayfah took him and killed him, so their uncle Al-Aswad bin Bishr bin Kout took him and killed him, so Anbas bin Al-Harith bin Hassan bin Kout seized him and killed him, so Wahib bin Amr bin Kout took him and killed him. Al-Harith took him and killed him [43]. And from it we know the rank of the Bakr tribe in Shiism, and from it we also know the type of men who chose Ali bin Abi Talib.

And (Hassan bin Kout bin Misar) is a knight, and he was honorable among his people. Al-Jamal testified with his children, Al-Harith, and Bishr , and his brother Bishr bin Kout, and his relatives. This Hassan was Bakr bin Wael’s delegation to the Prophet [44].

And when Muawiyah directed Sufyan bin Awf with six thousand and ordered him to cross Hit and come to Al-Anbar and Al-Madain and attack its people . The people of Qarqisiya wanted to raid Hit, so he marched to them without Ali’s order, so the companions of Sufyan and Kamil who was absent from it and his successor came (Ashras bin Hassan al-Bakri), so Sufyan coveted Ali’s companions to kill them, so he fought them, so they were patient with him, and their friend killed the fiercest and thirty men [45]. It seems clear that Bakr was deployed in Ali’s armies and that they remained by his side when an-Nasir was absent.

Also from Bakr bin Wael (Harith bin Jaber Al-Hanafi Al-Bakri) is a knight, poet, chief of Bani Hanifa, and one of the loyal companions of the Commander of the Faithful (peace be upon him). He witnessed Siffin and did a good job there. Ali (peace be upon him) commanded him over the ruler of Basra on the day of Siffin. And it came that he killed Obaidullah bin Omar bin Al-Khattab. And Harith was encamped between the two armies in his red cloak, and when people met to fight, he would provide them with a drink of milk, market and water, so whoever wanted to eat or drink. And he has news indicating his steadfastness in obeying Ali (peace be upon him) .[46]

 

 

 

And from the tribe of Bakr bin Wael was the loyal tribe (Sheiban ) , and its center is where the Al-Budur tribe lives today in the vicinity of the city of Al-Batha. This lineage goes to Shayban bin Dahl bin Tha’labah bin Akabah bin Saab bin Ali bin Bakr bin Wael bin Qasit bin Hanab bin Aqsa bin Daami bin Jadila bin Asad bin Rabia bin Nizar bin Maad bin Adnan. A great clan from Bakr bin Wael is attributed to him creating many companions , followers , princes, knights and scholars in every art [47]. And they were among those who rose early to fight the Kharijites with Ali ibn Abi Talib, when ( Saifi ibn Fasil al- Shaibani) rose up and said: O Commander of the Faithful, we are your party and your supporters. From the small number nor weak intention to follow[48] .

 

And from the tribe of Bakr bin Wael (Naeem bin Hubaira bin Shibl bin Yathribi bin Imru ’ al-Qais bin Rabi’ah bin Malik bin Tha’labah bin Akabah bin Sa’b bin Ali bin Bakr bin Wael al-Shaibani) Faris, like his brother Musaila, who fled to Muawiyah, and he used him to seduce Rabi’ah. And Naim was very sectarian. He wrote to him from the Levant, with a Christian man whose name was Ghalib, Helwan, saying to him: Muawiyah has promised you leadership and honor, so come an hour to meet you, and my messenger, and peace. So Malik bin Ka’b Al-Arhabi took him and released him to Ali. He cut off his hand and died. And Naim wrote to Musqalah saying:

Don’t throw away God’s guidance, objecting * * * by thinking of you, so what’s wrong with me and sweets

He is the one who is eager for what he gained of greed * * * and he is far away, so do not grieve you if he betrays

What did you want to send him foolishly * * * You hope for the fall of a person who did not turn around and tooth

I was in a view of this and a listener * * * You protect Iraq and you are called Khair Shaybana

I showed it to Ali that he is a lion * * * Walking on the cross from Asad Khivana

If you had given the money of the people patiently * * * for the truth, you would revive sometimes and our dead

But I joined the people of Levant seeking * * * the virtue of Ibn Hind , and that opinion was Ashjana

Today, the age of incapacitation is knocking out of remorse* * * What do you say, and it was that which was

You have become hated by all living things* * * God did not exalt a human being through hatred

Na’im was killed in the year 66 AH, sixty -six [49]. And his poetry shows the intensity of the Shayban tribe’s loyalty, awareness and sincerity.

Among them (Yazid bin Al-Harith bin Ruwaim bin Abdullah bin Saad bin Murra bin Dahl bin Shayban bin Tha’labah bin Akabah bin Saab bin Ali bin Bakr bin Wael Al-Shaibani), who died in 68 AH. A knight commander among the princes, and a virtuous poet, he realized the era of prophecy, and he embraced Islam at the hands of the Commander of the Faithful (peace be upon him): he witnessed Al-Yamama, and settled in Basra, then he was a prince over (Rayy), the reed of the country of the mountains . And when the Kharijites invaded between Isfahan and Al-Ahwaz, killing and looting, they intended to irrigate, and Yazid saw their large number, so he entered the city, so they besieged him, and the siege prolonged him, so he went out to them, so they fought him. And the people of Rayy turned against Yazid, so they helped the Kharijites, and the battle ended with the death of Yazid, and Hawshab followed, and Ibn Hawshab, the muhaddith [50]. It seems that because of his cooperation with (Al- Zubayr) [51]later, the people of Iraq did not interact with him, so they left him to the people of Ray and the Kharijites.

 

Also in the historical south of Iraq, from Rabia, the ( Abdul Qais ) tribe – which is the origin of Bahrain, Al-Ahsa, Al-Qatif, and a large part of Basra today [52]– was in unparalleled devotion to Ali. They were surrounded by the tribes of Tamim, Dhaba, Azd Oman, and Qais Ailan.

And they were returning the city of the Messenger of God at the beginning of the Islamic call, and they returned it one day after the battle of Uhud and in the battle of Hamra al- [53]Assad . These are the delegation of Abd al-Qays . He said, “Welcome to them. Yes, the people are Abd al-Qays. Oh God, forgive Abd al-Qays. They came to me. They do not ask me for money . And the ego [54]. The King of Bahrain (Al-Mundhir bin Sawa Al-Abdi) read the letter of the Messenger of God himself to his people and invited them to Islam [55].

And in the dictionary of countries , Qatif is a city in Bahrain, today it is its reed and its greatest city, and in the past it was a name for a country there that is now dominated by the name of this city . [56]. And the women of Abd al-Qais are the ones Ali bin Abi Talib sent twenty women with Aisha to Medina after his victory in the Battle of the Camel, wearing turbans and swords [57]. Before that, the Abd al-Qais tribe joined forces with the army of Talha and al-Zubayr before the arrival of the army of the Commander of the Faithful Ali. As I accept Hakim ibn Jabalah al-Abdi was on the horses, so the fight broke out, and Aisha’s companions unleashed their spears, and grabbed hold of Hakim and his companions, but he did not finish and fought them and Aisha’s companions were enough to defend themselves and Hakim growled his horses and rode them with them [58].

It has been reported that Al-Ashraf bin Hakim bin Jabalah al-Abdi from Abdul Qais from the people of Basra, a Persian, was killed with his father Hakim bin Jabalah before Ali ( peace be upon him) came to Basra. The companions of Aisha killed him with seventy men from Abdul Qais, and Abdul Qais was loyal In loyalty to the Commander of the Faithful (peace be upon him). He was like his father who saved the Shiites of Ali (peace be upon him ) [59]. Likewise (Al-Ra’al bin Jabla Al-Abdi Al-Basri) was martyred on the day of the camel in the year 36 AH. He was killed by the companions of the camel, before the Commander of the Faithful (peace be upon him) came to Basra, with his brother Hakim bin Jabala, and seventy men from Abd Qais. Hakim and his brother Al-Raal were among the best Shiites [60].

Including (Amr bin Marjum bin Abd Murr bin Qais bin Shihab bin Rabah bin Abdullah bin Ziyad bin Asr Al-Abdi) a companion, Faris, and his father was one of the nobles of Abd Al-Qais, and its leaders in the pre-Islamic era, and his son Amr was an honorable master in Islam, And he is the one who came on the Day of the Camel with four thousand, and he became with Ali (peace be upon him) and he was with Abdul Qais. And when the Commander of the Faithful wrote a letter to Ibn Abbas, and to the people of Basra, and he read to them the letter of Ali (peace be upon him), Amr ibn Marjum stood up to him and said: May God give success to the Commander of the Faithful, and gather the affairs of the Muslims for him, and curse the slanderers who do not recite the Qur’an. By God, we are angry with them, and for God they parted ways, so whenever you want us, our horse and our foot accompany you [61].

And when the Commander of the Faithful (peace be upon him) delivered a sermon in Basra before the battle, and warned the owners of the camel for three days to stop and take care of him (Shaddad bin Shamr Al-Abdi) stood up to him, so he thanked God and praised him, then said: As for after that, when the sinners multiplied, the deniers rebelled, so we moved to The family of our Prophet, with whom we began with dignity, and who guided us from error. Adherent to them, may God have mercy on you, and leave those who take the right and the left, for those in their midst are blind, and in their misguidance they hesitate [62].

Among them (Saasa bin Sohan bin Hajar bin Al-Harith bin Al-Hajris bin Sabra bin Al-Hadjan bin Assas Al-Abdi Al-Kufi) the great follower, the great scholar, the literary preacher, the eloquent and eloquent speaker. He died in the caliphate of Muawiyah. After he attended the funeral of the Commander of the Faithful (peace be upon him) and wept over him and lamented him with words, he raised dust on his head. And it came that Al-Mughira banished him by order of Muawiyah from Kufa to the island or to Bahrain, so he died there. And he has decisive positions with Muawiya. Al-Sha’bi said: I used to learn sermons from him, and it came to him that one day he sang to Othman bin Affan, while he was on the pulpit, and said: O Commander of the Faithful, I have deviated, so your nation has deviated, O Commander of the Faithful, your nation has deviated. And he has poetry in the dictionaries. And from him he said in lamenting Ali (peace be upon him) :

Except for your banishment, my brother * * * And it is mine for me to transmit to you what I have

You are engaged in engagements for a long time. * * * You have engagements published and folded

If you spread your powers to me * * * * I will complain to you about what you have done to me

I wept for you, O Ali, full of my eyes* * * Crying over you was of no avail

It is enough for me to bury you, then I * * * brushed the dust of your grave from my hands

And in your life there were sermons for me * * * and today I preach more alive than you

Oh my regret for you and my longing longing * * * unless that was a response[63]

Sasa’a asked permission for Ali, peace be upon him , and he came to return to what he had hit Ibn Muljim, and he did not have permission, so Saasa said to the ear: Tell him, may God have mercy on you, O Commander of the Faithful, alive and dead. So the caller informed him, and he said, “Say to him, may God have mercy on you, for you were light in supplies and a great help [64].”

 

And among them (Al-Muthanna bin Makhrama Al-Abdi) who said to Ibn Al-Hadrami, the messenger of Muawiya to the people of Basra, and who stirred up riots in it against the Commander of the Faithful, Ali bin Abi Talib, in the absence of Ibn Abbas, his guardian over it: (No, by Him there is no god but Him, if you return to your place from which you came, we will fight you with our swords , and Our hands, our arrows, and the points of our spears, we will forsake the cousin of the Messenger of God (may God bless him and his family and grant him peace) , and the master of the Muslims, and enter into obedience to a tyrannical party! swords with inspiration ) [65].

Abd al-Qais and Bakr bin Wael set out to repel the army of Talha, al-Zubayr and Aisha from Basra after they wreaked havoc there, killed and plundered the treasury and bought people , before the army of the Commander of the Faithful Ali reached it, so they left until they were on Ali’s road to secure it [66]. And when Ali stayed in Dhi Qar waiting for Muhammad and Muhammad before the camel, the news came to him of what Rabia had met, and the departure of Abd al-Qays and their disembarkation on the road, so he said: (Abd al-Qays is the best of Rabia, and in every Rabia
there is good.

The calamity has preceded me against them

give them high status)[67]

 

 

It seems that one of the greatest companions of Ali bin Abi Talib, who is (Rashid al-Hijri), is attributed to Hajar from the country of Bahrain, which was inhabited by Abdul Qais. On the authority of Qunua bint Rashid al-Hijri , she said: (I heard my father say: The Commander of the Faithful, may God’s prayers be upon him , told me: He said: O Rashid, how is your patience if he sends to you a caller from Banu Umayyah and cuts off your hands, feet, and tongue? He said: O Rashid, you are with me in this world and the Hereafter. She said: By God, the days did not pass until Obaidullah bin Ziyad sent the supplicator to him, so he called him to innocence from the Commander of the Faithful, peace be upon him , but he refused to disavow his security . So he said to him: My boyfriend told me that you are calling me to innocence, so I will not be exonerated from him, so you go ahead and cut off my hands, my feet and my tongue, and he said: By God, I will deny what he said. He said, “No, my daughter, except like crowding among people.” So when we endured him and took him out of the palace, the people gathered around him, and he said: “Bring me a sheet of paper and an inkwell, and I will write for you what will happen until the Day of Resurrection .” So the cupper sent him until he cut off his tongue, so he died, may God have mercy on him, that night [68]. Imam Ali used to call him Rashid al-Balaiya, and he taught him the knowledge of calamities and bereavements. The Banu Umayyah used to force the scholars of the nations and groups to surrender the opponents of their oppression [69], and these preachers used to go treacherously, to the extent that he, Maytham Al-Tamar and Habib bin Mazhar Al-Asadi were telling people how their death was [70]. There is no doubt an important role played by the likes of Rashid and his companions in communicating the sciences of Ali bin Abi Talib, and thus the hidden Messenger of God, to people or to those who deserve it from them.

 

 

And among the tribes of Rabia, the tribe that fluctuated because of its movement in the Arabs ( Anza ), to which Ali married[71] To destroy it , which we will know from its condition, God willing, in the future. Two rows of Anza, one of the tribes of Rabia, had four thousand pilgrims And those whom Rabia directed with some tribes to break the cordon of the people of Levant against Ali’s army after Al-Ashtar sent them to urge them, so the people of Levant fled like Yaafir. But they were the first to revolt against Ali, when Al-Ash’ath came out with that book – the Book of Arbitration in Siffin – reading it to the people and presenting it to them, and passing it through the ranks of the people of Sham and their banners, and they imposed that, then he passed it through the ranks of the people of Iraq and their banners, until he passed the banners of (Anza) and he was There were four thousand of them in Siffin with Ali , peace be upon him, and he recited it to them. Maadan and Jaad al-Anziyan, two young brothers among them, said: There is no judgment except for God. Then they attacked the people of Levant with their swords until they were killed at the door of Muawiyah’s portico. Then he passed by (Murad ) and Salih Ibn Shaqiq, one of their chiefs, said: – I would not have judged in bloodshed * If one day he fought the parties unjustly – There is no judgment except for Allah, even if the polytheists hate it. Then he passed by the banners of Bani (Rasib ) and recited it to them, and a man among them said: There is no judgment except for God who judges with truth, and He is the best of judges. One of them said to another: As for this man, he was stabbed. Urwah bin Adiya, the brother of (Mirdas bin Adiya al-Tamimi), came out and said: Do you judge men in the matter of God? And he drew his sword to strike Al-Ash’ath with it, but he missed him, and he hit his mount with a light blow, and the people shouted at him to hold your hand, so he stopped and Al-Ash’ath returned to his people, so men from Bani Tamim, including Al-Ahnaf bin Qais, walked to him and apologized to him, so he accepted from them. It is clear that these tribes share nomadism and being from the category that knew Islam and did not know it yet, and some of them needed many years and the blood of Hussein to move from the elementary level of Islam to the level of knowledge of the Imamate [72]. Even one of the leaders of some of Tamim was among those who discourage people from Ali in Kufa in his war against Muawiyah on the side of Abu Musa Al-Ash’ari [73].

 

 

Azdi tribe ( Mathhaj ) in Kufa were waiting for the light of Ali bin Abi Talib to move, as did (Uwais Al-Qarni). He is Owais bin Aamer bin Juz bin Malik bin Amr bin Saad bin Aswan bin Qarn bin Radman bin Najia bin Murad (Yahabir ) bin Malik bin Adad bin Mathhaj Al-Muradi, known as Owais Al-Qarni, who was killed in Siffin in the year 37 AH. He was one of the best followers and did not see the Prophet (May God’s prayers and peace be upon him and his family ) and he did not accompany him, and he was one of the ascetics and the people of jurisprudence and knowledge, he lived in Kufa, then he went out to Siffin and he had girdled him with two swords, and it is said: He had with him a slingshot and a sack of pebbles, so he greeted the Commander of the Faithful (peace be upon him). peace be upon him) and bid farewell to him, and he appeared with Rabia’s men, and he was killed on that day, and the Commander of the Faithful (peace be upon him) prayed for him and buried him [74]. The call of Madhhij and Tai’ was one in two rows with two banners [75], which reveals their closeness.

 

And when Al-Ash’ath bin Qais Al-Kindi agitated after taking the banner from him on the day of Siffin and giving it to Rabia, they attributed that the people of Yemen were Al-Ashtar Al-Nakhai, Hani bin Urwah Al- Madhaji , and Uday bin Hatim Al-Ta’i, who spoke about him. It is clear that these were residents of Iraq [76].

 

At the delegations of (Al-Walid bin Jaber bin Dhalim Al-Ta’i), who was among those who were delegated to the Messenger of God , may God’s prayers and peace be upon him, and he embraced Islam, then he accompanied Ali, peace be upon him, and witnessed with him two rows, and he was one of his famous men, then he delegation to Muawiyah in uprightness, and Muawiyah did not prove it, knowledge Then he entered upon him among the people, and when he reached him , he attributed him to him, so he attributed himself to him, and said: Are you the owner of the kitten night? He said, “Yes.” He said, “By God, my hearing is not devoid of your grief that night, and your voice has become louder than the voices of the people, and you say: ‘
Strengthen, so that my mother and father may be sacrificed for you.’

This is the cousin of Al-Mustafa and Al-Muntajib * a tribute to the noble masters of the Arabs

He is not a person who is fasting if the lineage states * The first one who prayed and fasted and approached
said: Yes, I am saying it. He said: Why did you say it? He said because we were with a man whose characteristic we do not know The caliphate is obligatory, and there is no virtue that comes to the offering, except that it is a sum for him. He was the first of the people to be peaceful and the most knowledgeable, and the most successful of them was a dreamer . So when God Most High afflicted us with his visitation, and turned the matter over to whomever He wills of His servants, we entered into the group of Muslims, so we did not withdraw a hand from obedience, and we did not sever his group’s purity, on the condition that you have what appeared from us, and our hearts are in the hands of God and He has more control over it than you, so accept our silence and turn away from our troubles. And do not stir up the hidden grudges, for the fire is triggered by the trigger. Muawiyah said: And you threaten me, my brother, with the bastards of Iraq , the people of hypocrisy and the source of discord! He said: O Muawiya, they are the ones who brightened you with the light , imprisoned you in the strait, and perverted you from the ways of the path, until you enjoyed the Qur’ans from them, and called to it those who believed in them and lied, believed in their abode and disbelieved, and knew from their interpretation what you denied. So Muawiyah became angry and turned his attention towards those around him, so if most of them were from Mudar and a few people from Yemen, he said, O wretched and traitorous one, how can I believe that this is the last thing he uttered – and Afir bin Saif bin Dhi Yazan was at Muawiyah’s door at that time – so he knew the position of Al-Ta’i and Murad Muawiyah, so he feared him for him, so he attacked The house is upon them, and he turned to the Yamaniyah, and he said, “The faces are disgraced, humiliated and apathetic, and greedy and insignificant. May God cover this nose with a terrifying mask.” Then he turned to Muawiya and said: By God, O Muawiyah, I do not say this out of love for the people of Iraq , nor is it indignant towards them, but the guard dispels anger . Your attributes, and I find in your enmity, and most victorious in your war, then prove it and release it, and now you are unanimous to kill this – you claimed – to belittle our group! For I do not pass or sweeten, and by my life, if I entrusted you to your people, the sons of Qahtan, it would have been your stumbling grandfather, and your hidden remembrance. Your alone is paralyzed , and your throne is paralyzed , so sit on your canopy, and bend our hills , so that our grief may be eased for you, and our straying may be reassured for you . Muawiyah said: Anger is a devil, so treat yourself, O human being, for we did not come to your friend to be hated, nor did we commit anger with him, nor did we violate what was forbidden from him, so without him, our dream did not narrow him down and accommodated others. To repent more than the abode of Muawiyah. And he collected from Damascus from the Yamaniyah, and imposed two dinars on each man in his giving, and it amounted to forty thousand, so he hastened it from the treasury, gave it to Al-Walid, and returned it to Iraq [77].

 

 

 

 

One of the strangest narrations of the apostasy wars is the story of (Salma bint Malik bin Badr) and she is the daughter of (Umm Qarfa) leaving on a camel in a story that is completely reproduced from the story of Aisha’s exit against Ali bin Abi Talib, so that the people associated her name with the name of Aisha, and claimed that she was the owner of the dogs of Al- Haw’b that The Messenger of God meant it. And because the liar narrator knows the story of Aisha and its rumors and frequency, it is difficult for him to cancel her name completely, so he made the Messenger not specify the intended name with specificity, but rather he said that one of you barks the dogs of Al-Haw’b , to make the case repetitive, so he distances the accusation from the author of the true story, but he sacrificed the Messenger of God, who became as if he had no knowledge and that he He generalizes the charges haphazardly without being accurate [78]. And this fabrication is similar to what they attributed to the story of the apostasy of all of Rabia, from Bakr bin Wael, Abd al-Qais, al-Nimr, and everyone who was in the land of southern Iraq to Qatar, and they created strange stories for this ascription similar to the stories of the Bedouins on the authority of Abu Zaid al-Hilali, and they did not remain on Islam except the lords and those in its vicinity from The parsing. And it happened that the tribes who attributed the apostasy to him were the ones who converted to Ali, and they fought the Persians under the banner of Al-Muthanna bin Haritha Al-Shaibani [79], and that those who proved it in their stories on Islam are the later armies of Aisha. And if Rabia – who defeated the Arab tribes at Siffin – had apostatised, the detachments of Abu Bakr would not have dared to harass her. Even from their strangeness in these stories, they made Al-Ala bin Al-Hadrami seek the help of Al-Muthanna bin Haritha Al-Shaibani against the apostates, even though they narrate the message of Abu Bakr to Ibn Al-Hadrami in denouncing Shaiban – from which the princes of Arabic literature were according to the description of Al-Thaalibi Banu Hamdan and Banu Warqa in later ages – and threatening [80]them Al-Muthanna is one of the sons of Rabia and the leaders of Bakr bin Wael [81]. However, this story reveals one meaning or a hidden truth behind the fabricated text, which is that all of Iraq rejected the pledge of allegiance to Abu Bakr and revolted against his caliphate. The strange thing is that these tribes were Christians, and they came to the Messenger and entered Islam obediently, and what is more important is that they had defeated the army of the Persian Empire from near, meaning that Ibn al-Hadrami was like the weakest among them.

 

Likewise, the majority of those who hesitated in Ali’s army from the side of the desert of Basra, such as (Khalid ibn al-Muammar al-Sudusi), who wanted to break Ali’s army on the day of Siffin by discouraging the resolve of the Rabia tribe, and this was not done for him due to the loyalty of this tribe without him. As for those who supported his non-Umayyad opponents, they were from Najd and the valley Historical Basra, too, from Azd Amman and Qais Ailan. The religious message of the people of Kufa required the ideological rehabilitation of this region .

 

The evidence for this is that after the first test sermon of Hassan bin Ali in his army, the Kharijites, and no one else, came to him and accused him of infidelity, before the fight, so how if he was a killer, perhaps they would push him between them and the army of Muawiya. And there is no category in the history of Muslims of the Imam’s group of infidels except the Kharijites, and this group was the closest to seeking revenge from Ali bin Abi Talib and his son, as the last battle for Ali before the accession of Al-Hassan his son was Al-Nahrawan, in which Ali was killed by the rogue Kharijites from the Bedouin tribes who disbelieved him in Siffin And they went out on him. And there was no obedient and defender of Al-Hassan except the civilized tribes that were Shiites of his father , and that is why he sought them around him by name, namely Hamdan and Rabia. While a large section of Bani Asad was Arabs before the tribe split into two large parts , one of them was a Nasibi who left Iraq to the Levant after the killing of Al-Hussein bin Ali, and the other was loyal to the family of the House and was very loyal. Some Arabs of Bani Asad attacked Al-Hassan and wounded him [82].

 

 

Bajkami Turks and others controlled the capabilities of the Abbasid state and the fate of the caliphs in Baghdad, and the natural result of this was that chaos prevailed in the rest of the state. The struggle existed between the tribal leaders over influence and authority, in return for guaranteeing money to the Abbasids for each region. The region was in southern Turkey, northern Syria and northern Iraq, divided between Rabia and Mudar of the Waelites , Shayban, Thalab, Al-Nimr and others, and they were mostly Shiites. And it was when the Turks took over the rulers and livelihoods for the first time through Ibn Shirzad – according to Ibn Khaldun – that the levies narrowed on workers, writers, and merchants, and the hands extended to the subjects’ money, and injustice spread, and thieves appeared and robbed the houses, and people took the evacuation from Baghdad [83].

But when the Turks tyrannized the fate of the Abbasids and the Kurds in the region between northern Baghdad, Armenia and Persia, Rabia was delegated, represented by Bani Hamdan from Bani Wael, to establish the rule of the Abbasids. Although they were like other seekers of the authority, they kept the purely Arab foundations and values. Their legions set out in several axes, once to return the caliphs to the city center of Baghdad, and once to control the Kurds or some Turks, and once to control the Arab revolutions south of Baghdad, or repel the Bedouin raids in the vicinity of Mosul or Baghdad. However, the relatively large presence of the Turks in the army of the official caliphate accompanying the Hamdanid soldiers created chaos , as they were always ready to fight for money, once if it ran out, and once if it increased. They turned against the Emir of the Hamdanids and broke his army in order to seize the money, although he defeated the great coup that brought down the Abbasid palace in Baghdad at the hands of Al-Baridi . So the Hamdanid hordes returned to Mosul with caution, and the Turks seized Baghdad again, after fighting and assassinations that broke out between them over the emirate. And the Abbasid caliph al-Muttaqi was forced to bring in the Hamdanids from Mosul to protect his children from the Turks led by Tuzun, so he went out to them to Tikrit, so they secured him and his family, and hosted him in Mosul, but he betrayed them and brought in armies from Egypt and other non-Arabs and Arabs until he narrowed down the Hamdanids, then he wrote to the Turkish Tuzun for reconciliation He answered him with obedience, so they met before Baghdad, so Tuzun killed him and pledged allegiance to the Abbasid Caliphate, in a state of treachery that he loathed from the Arabs. At that time, the Hamdanids were preoccupied with the Ikhshid army , who had previously been brought in by al-Muttaqi al-Abbasid to harass them from [84]Egypt . The invasion was famous , and the collapse of kingdoms was before them because of the struggle of its princes over kingship and influence, and they did not know the level of the upcoming danger. The invasion surrounded Baghdad and the king of the Kurds became extinct [85].

 

 

(Al-Bataeh = Dhi Qar) has been transferring its ownership with blood and violence for a period between a group of families, and the ministers of the Buyids who abused the people at the end of the Buyids’ rule, which was characterized by a tendency to worldliness, which encouraged the people of Al-Bataeh to revolt against them, after their country had been ruined economically . This is what made the Buyids take revenge on its people and disperse them in the thickets and exhaust the forces of the region after the creek of its leader, Ibn al-Haytham, and his own survival. Until the Turkish sultans of Baghdad cut it off to Bani Mazyad, it is all of present-day southern Iraq, so the father of goodness from them guaranteed it. This reveals the persistence of the power of Al-Mazydis and their allies due to their emirate’s belief status among the Shiites of Iraq. Because of this ideological dimension, the mores revolted against the Turkish sultans, because of the bad manners of the Seljuks and their usual sectarianism, so the sultans took al-Batihah and cut it off to their master, then the family of Abu al-Khair who competed between them over the king and sought their help in the war of the mores . Then the Seljuk army was defeated in front of the Mazidis , so one of the princes of Abi al-Khair killed his cousin and pledged allegiance to the Mazidis . Then the Mazidis tried to reconcile the matter with the Abbasid caliphate away from the Turks, but the caliphate was too weak to manage matters. So the Seljuks arrested one of the princes of the Mazidis and blackened his eye out of spite against the Arabs, so the anger of the Mazidis flared up, and they entered into open war with the caliphate and its Turkish Seljuk princes, which greatly weakened the forces of the Mazidis and southern Iraq, especially economically. Then the Emirate of Al-Bataih moved after the weakness of the Seljuks to its people from Bani Ma’ruf from Rabia, until the caliphate was postponed from its emirate when it became stronger and got rid of the rule of the Seljuks [86]. The weakness of the Shiite Kurds was also the beginning of the collapse of the kingdoms of the Islamic East and the beginning of the era of the Turks, and this was due to the internal struggle of the Turks over the king, especially after the killing of Badr bin Hasanawayh [87]. Some Kurdish sects joined the conquest for the sake of the king . Until it reached the point that the invading prince plucked out the eye of the Kurdish prince Sarkhab in a hideous phenomenon that was spread by the puzzle . The invasions were an introduction to the practices of the Mongols, and perhaps the most egregious was not mentioned by the official media [88].

 

In spite of what Baghdad had in terms of trade, agricultural life, craftsmanship and education, but the governments were volatile and played with money, so industry and crafts declined to the lowest levels. And the religious debate became popular . Even conflicts spread among the Christian communities in Mosul, which reveals the penetration of the Ottoman and European influence on its lands.

As a direct result, this dark and backward reality tends to dismantle tribalism in the future, the disappearance of the titles of the major tribes such as Rabia, Qashim and Al-Mawali, and the emergence of new tribes.

 

 

The eighteenth century witnessed the most horrific Ottoman massacres against the Iraqi tribes, who only wanted freedom in their historical land and to follow their own beliefs, which the Ottomans declared to be infidels. The majority tribes in Iraq, while they were on Shiism, could not accept this Ottoman theft of their land and this theft of their civilization, and then this expiation against them, so how can they cooperate with the Ottomans who look from another angle, which is the angle of disbelief and betrayal of these tribes. Except for the Sunni tribes, many of which were nomads, and therefore were close to the Ottoman pashas, which they used to strike the other tribes of Iraq. While the new and hesitant tribes in the land of Iraq were between ebbs and flows, such as Shammar, fluctuating between their Arab strength and their desire to cooperate with one of the two empires. The tribes and cities of Iraq were also looking at the manifestations of sectarianism that the Ottoman Turks officially planted through their construction of mosques and government religious schools based on their puritanical doctrine only, and the manifestations of hunger and death that spread every decade in a group of cities in Iraq and its historical centers of civilization that have become ruins. While power throughout the eighteenth century was within one family in the various states of Iraq shared by the family of Hassan Pasha and his son Ahmed, who ruled Iraq for a long time and led the wars in it, and he is illiterate, his in-laws, his relatives and those attached to them . It is a family that exterminated the tribes of Iraq from Al-Muntafik (Bani Asad, Bani Malik, Bani Said, Al-Ajwad) and Bani Lam, Zabid and Shammar, because these tribes wanted freedom and civilization, and destroyed the Kurdish-Arab relations that were based on the historical alliance of the Kurds Larians and Arabs Bani Lam because of their political ambitions. A large and pivotal tribe in the history of Islam, Rabia, was destroyed because it refused to pay royalties to the Kahiyyah Ottoman. And all the financial efforts of Iraq were going to kill its sons, annihilate its tribes, and destroy its property. It was these human and civilizational genocides that enabled the British to enter Iraq later , and it is one of the last countries that the British entered because of its children’s refusal of foreign occupation. Indeed, the Ottomans found only these tribes on their side after the betrayal of their allies in favor of the British, but at that time they were tribes exhausted by the history of Ottoman rule. The emergence of the Al-Saadoun family (Al Shabib) was negative at the leadership and sectarian level in Iraq, as it was aspiring for what was related to its interests and not to what was related to the broad public surrounding it. It is a very small, strange Sunni family that lives and leads in an overwhelming Shiite milieu that allowed it to emerge to find an objective Arab equivalent . Sectarianly appropriate to the desire of the Ottomans in their power. At a time when the British East India Company and Dutch companies in Iraq were allowed to conduct their commercial activities freely by paying royalties [89].

 

 

And the remnants of the Ayunids from the (Abdul Qais) tribe of (Rabia) ruled Bahrain in the seventh century AH on behalf of the Persians, and among them was Sheikh Prince (Muhammad bin Majid), who combined religious knowledge and the emirate and was famous for the virtues of his dream [90].

 

Jurists, scholars and writers from different tribes resided in the city of Al-Hillah Al-Saifiyya, united by the bond of knowledge and belief. Perhaps some of their predecessor tribes merged with the large Bani Asad tribe, especially in the later centuries, when epidemics took hold of most of these tribes. The most important of which is the well-known Shiite (Ajl) tribe, one of the (Rabia ) tribes , to which the founder of the Hilla Scientific School, Sheikh (Fakhr al-Din Muhammad bin Mansour bin Ahmed bin Idris al-Ajli), who was born around 543 AH , is affiliated [91]. The sheikh of the sect (Muhammad ibn al-Hasan al-Tusi 385-460 AH) after moving from Baghdad to the city of Najaf al-Ashraf established a huge scientific school, the advantage and disadvantage of which was the sheikh himself, as he left huge and profound sciences, which made this school a sea full of vaults, but he did not leave From the intensity of his prestige to those after him, the opportunity or the audacity to criticize his opinions, so that the atmosphere of diligence in the principles and jurisprudence was almost lost. Rather, the leaders of that school after him were his son (Al-Hassan) and his grandson (Muhammad), as this rigid state continued for more than a century. Until the leader of the Hilla Scientific School, Sheikh (Ibn Idris Al-Ajli Al-Hilli ), moved and directed a great criticism of the views of Sheikh Al-Tusi, which caused a group of prominent scholars to attack him, and even criticize him in the strongest terms, and some of his opinions were clear, perhaps isolated, but he most likely achieved what he aspired To him from moving the rigid blood in the Shiite body. If it were not for him, perhaps no one would have dared to transgress what Sheikh al-Tusi said, for at least another two centuries, perhaps. Rather, the leadership of the Najafi scholarly estate may have remained a dignity for his children only. This is what made him go beyond the style of Sheikh al-Saduq in criticizing the opinions of Sheikh al-Kulayni , or the style of Sheikh al-Tusi in criticizing the opinions of the two sheikhs al-Kulayni and al-Saduq. Perhaps the transmission of (Ibn Idris) unanimity in an issue known to be unanimous , to raise the ire of contemporary scholars to him with an earthquake that makes them move their pens and respond to him, and he succeeded in that with great success [92]. There was a clear intermarriage between (Al-Nakh’) through (Al-Warram) Sheikh Al-Zahid and Al-Askari Prince, and between the Sheikh of the sect (Al-Tusi ), meeting with the head of the school (Ibn Idris Al-Ajli Al-Hilli) and the great jurist, Al-Sayyid (Radi Al-Din Bin Tawoos) [93].

 

of foreign companies, and they worked to localize public administrations, develop ports, roads and railways, and listen To the words of the distinguished scholars in the most honorable Najaf, the enactment of civil and employment laws, the conclusion of international agreements, especially the oil ones, the focus on developing the reality of small farmers and employees, the solution of housing problems, and water services, as did Mr. (Dia Jaafar Al-Ahwal Al-Moussawi) in the period 1947 – 1953 AD, when he assumed the position of Minister of Economy for five terms, Communications, Works and Social Affairs, and the Deputy Ministries of Communications, Finance, Knowledge, and others [94]. This undoubtedly , along with other factors, led to the connection of the regent on the throne (Abdul-Ilah) to the daughter of the largest Shiite tribal leader, who is the emir of the (Rabia) tribe. He accelerated the urging of foreigners to their agents in the Iraqi army – which was not yet in which the Shiite civilization had sufficiently penetrated. And he was suffering from the pain of sectarian and foreign establishment – the implementation of the July 1958 coup and the end of the monarchy in Iraq. Indeed, since that day, the star of the Shiites began to fade in the Iraqi governments, the level of sectarianism and militarism rose, morals deteriorated, and the building of civilization gradually collapsed. The Sunni sectarian system was the cause of the fall of the monarchy in Iraq, just as it was the cause of the fall of the Ottoman Empire in the Arab countries, as reliance on this system in commanding the armies deprived the two countries of the control of the Shiite, civilized thought, which was fixed on the principle of protecting Islam and public order at the time, as The bandage of the Arab officers, Circassians and others broke loose from the army of the Ottomans, and most of them joined the English under the name of the Arab Revolution. Likewise, that bandage broke loose in the Royal Iraqi Army under the name of the nationalist and communist parties.

 

And the Iraqi Arab religious scholarly families used to intermarry with each other, and lead the social movement with a common front in most of the eras, especially in the royal era, as in the intermarriage of the (Al- Atimish ) families from Rabia with (Al-Shabibi family) and (Al-Tarihi family), and their relative association with political figures administrative and educational in various cities of Iraq. As well as (Al- Aasam family ) and (Al-Haboubi family) [95].

 

Al- Ataymish family , Al-Balaghi family, Al-Bayat family, and Al-Taghlibi family were among the most famous scientific and religious families of the Rabia tribe in the twentieth century AD . Al-Balaghi family is known in the scientific community since the ninth century AH. And the Al -Taghlibi family, who are descendants of the princes of the (Rabia) tribe, known since the twelfth century AH [96].

 

And in spite of the fame and greatness of what the Hawza of Sheikh (Muhammad Jawad Al-Balaghy) Al-Rubaie produced in the first quarter of the twentieth century A.D. of sciences, logical responses, and the defense of Islam against the attacks of Christian preaching and calls for atheism and immorality, and his defense of the doctrine of Ahl al-Bayt against the attacks of the Salafi Wahhabis and some other impersonating sects He was fluent in the Hebrew, English and Persian languages, visited Jewish temples and Christian churches and read their writings, until his books in Europe were translated into English at an early age, and it was from his humility and purity of intention to print some of his writings under pseudonyms, but the general public Most of them did not meet around her, except for the special ones. Perhaps because he was like the companions of Ali ibn Abi Talib, he used to measure himself by himself, and he was among the people as one of them, not as it was common in some of the affairs of the people of his time and his time among the circulation of knowledge to glorify the soul and the body. He was living on the crops of land he inherited from his father [97].

 

Among the scholarly families that end up with (Bakr bin Wael) in the honorable Najaf is the family of (Al-Harj), who migrated to escape from the problems of the (Al- Muntafif ) Brigade and the Bedouin (Al-Saadoun) [98].

 

Among the religious scholarly families that belong to the Rabia tribe is the (Al Hassan) or (Al Hassani) Najaf family , which is spread among the Hashemite cities of Hilla, Najaf, Samawah (with the Ziyad family), Baghdad and Basra, and it has many endowments from houses and orchards to scholars since the time of its grandfather Sheikh (Hassan) [99].

 

Najaf scholarly and religious family ( Al-Hijami = Al-Hakami ), who migrated from the city of (Suq Al-Shuyukh) to seek knowledge and diligence in the most honorable Najaf since the time of her grandfather, Sheikh (Taher) in the thirteenth century AH [100].

 

Mr. (Abdul-Razzaq bin Ali bin Hassan Al-Hilu Al-Jazaery) was a practical reference for imitation in the marshes and cities of southern Iraq, he led the jihad operations that he issued fatwas against the British when they began entering Iraq in the city of Basra and in (Qurna) specifically in the year 1914 AD, in addition to what It was carried out by Mr. (Muhammad Saeed Al-Haboubi), and Mr. (Al-Hilu) personally led most of the technically unequal battles against foreigners, alongside Prince (Hasak Al-Mubarak) the leader of the tribes (Emirate = Rabia) in (Medina), until the Ottomans broke and fled from to The south to (Kut al-Emara), so Sayyid (Al-Hilu) and Prince (Hasak Al-Mubarak) joined them with their forces, and the Ottomans received them in a massive welcome, until the Ottomans were defeated again and fled to northern Iraq, leaving the Shiites of Iraq without a supporter, without a suitable weapon, and without a reasonable organization, after they had contributed to their weakening. for centuries. Until Mr. (Abdul Razzaq Al-Helou) passed away in the most honorable Najaf , [101]whose people used to venerate him and honor him, and all the people of Iraq as well, because of his generous, generous, and courageous virtues .

 

And it seems that the tribes of (Bani Hakim ) are mostly – according to some writings – from (Al-Jallas) from (Muslim) from Anza bin Wael, the brother of Bakr and Taghlib, the two sons of Wael, especially the clans descended from (Muhammad bin Dai) such as ( Al- Jawaber ) and (Al Tawbah) and (Al Ziyad) [102]. The tribes of (Bani Hakim ) were distinguished by their religiosity, high morals, discipline, patriotism, and prudent principled courage, unlike many of the Arab Najdi tribes with whom they meet with the same lineage. Their benefit in that may be their early migration to Iraq and their location between the scientific metropolis (Najaf) and the southern urban cities (the Levantine) and ( Al-Muntafif ), or perhaps she herself was different from the behavior and way of thinking of those Arab tribes, which prompted them to emigrate, which was reinforced by their occurrence between the Iraqi scientific and civil cities, with which they vaccinated, until there was a group of religious, scientific, Najaf families such as the families of (Al-Jabri) and ( Al-Khoebrawi ) and others, and its transformation into a huge Shiite ideological shield.

 

Najaf religious and scholarly families of the (Rabi’ah) tribe is the family of Al-Daroogh or Al- Darragh , and some of them were custodians of the holy places [103].

 

And from the (Rabi’ah) tribe, the scientific family (Al-Samaka) in the cities of Al-Najaf Al-Ashraf and Al-Hillah [104].

 

[1] The team in mentioning the lineage of the Arab tribes \ Al-Moghiri \ pp. 33-34

[2] History of the Arabs before Islam \ d. Muhammad Suhail Taqqoush \ Dar Al-Nafais – 1st Edition – 2009 \ pp. 267-272 \ Adapted

[3] Queen Bilqis History, Legend and Symbol \ previous source \ p.

[4] History of al-Tabari / Dar al-Fikr / Part 2 / pp. 214-216

[5] History of Islamic Civilization 2 \ Jurji Zaidan \ p. 47

[6]History of Ibn Khaldun / Dar Al-Fikr / Part 4 / pp. 645-646

[7] Iraq’s minorities during the royal era / Zaid Adnan Pachachi / Dar Al-Rafidain / p. 33

[8] History of Ibn Khaldun / Dar Al-Fikr / Part 4 / P. 599

[9] Al-Tabari’s History / Al-Alamy Foundation / Part 2 / P. 582

[10] Al-Tabari’s History / Al-Alamy Foundation / Part 2 / P. 579

[11] Al-Tabari’s History / Al-Alamy Foundation / Part 3 / Pg. 7

[12] History of al-Tabari / Al-Alamy Foundation / Part 2 / pp. 551-557

[13] History of Ibn Khaldun 4 \ Dar Al-Fikr \ pp. 415-425

[14] History of al-Tabari / Al-Alamy Foundation / Part 2 / p. 631

[15] History of al-Tabari / Al-Alamy Foundation / Part 2 / p. 640

[16] History of al-Tabari / Al-Alamy Foundation / Part 2 / pp. 633-635

[17] Al-Tabari’s History / Al-Alamy Foundation / Part 2 / P. 574

[18] Al-Tabari’s History / Al-Alamy Foundation / Part 2 / Pg. 628

[19] Al-Tabari’s History / Al-Alamy Foundation / Part 2 / Pg. 654

[20] Al-Tabari’s History / Al-Alamy Foundation / Part 2 / Pg. 654

[21] Al-Tabari’s History / Al-Alamy Foundation / Part 2 / Pg. 657

[22] History of al-Tabari / Al-Alamy Foundation / Part 2 / p. 660

[23] History of Ibn Khaldun / Dar Al-Fikr / Part 4 \ pp. 443-444

[24] History of Ibn Khaldun 4 \ Dar Al-Fikr \ p. 548

[25] History of Nations and Kings / Al-Tabari / Al-Alamy Foundation / Part 2 / p. 13

[26] History of Nations and Kings / Al-Tabari / Dar Al-Kutub Al-Ilmya / Part 3 / P. 96

[27] Al-Kamil fi al-Tarikh / Ibn al-Athir / Dar al-Kitab al-Arabi / Part 2 / The events of the year thirty-seven

[28] The Companions of the Commander of the Faithful and the narrators on his authority / Al-Amini / Part 1 / p. 101

[29] The Companions of the Commander of the Faithful and the narrators on his authority / Al-Amini / Part 1 / p. 113

[30] The Companions of the Commander of the Faithful and the narrators on his authority / Al-Amini / Part 1 / p. 167

[31] The Companions of the Commander of the Faithful and the narrators on his authority / Al-Amini / Part 1 / Pg. 236-237

[32] Book of Siffin / Ibn Dizel / Dar Al-Kutub Al-Ilmya / p. 100 margin

[33] Book of Siffin Battle / Nasr bin Muzahim Al-Manqari / p. 484

[34] The Companions of the Commander of the Faithful and the narrators on his authority / Al-Amini / Part 2 / Pg. 512

[35] The Companions of the Commander of the Faithful and the narrators on his authority / Al-Amini / Part 2 / Pg. 416

[36] Shiite notables / c. 1 / p. 525

[37]History of Islamic Civilization 2 \ Jurji Zaidan \ p. 47

[38] History of Nations and Kings / Al-Tabari / Dar Kitab / Part 2 / P. 208-209

[39] The Companions of the Commander of the Faithful and the narrators on his authority / Al-Amini / Part 1 / Pg. 286

[40] Biography of the Flags of the Nobles / Al-Dhahabi / Al-Risala Foundation / Part Three / p. 538

[41] The Companions of the Commander of the Faithful and the narrators on his authority / Al-Amini / Part 1 / Pg. 59

[42] The Companions of the Commander of the Faithful and the narrators on his authority / Al-Amini / Part 1 / P. 78

[43] The Companions of the Commander of the Faithful and the narrators on his authority / Al-Amini / Part 1 / p. 126

[44] The Companions of the Commander of the Faithful and the narrators on his authority / Al-Amini / Part 1 / p. 160

[45] Raids / Part 2

[46] The Companions of the Commander of the Faithful and the narrators on his authority / Al-Amini / Part 1 / p. 156

[47] The Companions of the Commander of the Faithful and the narrators on his authority / Al-Amini / Part 1 / p. 102

[48] Imamate and politics / Ibn Qutayba al-Dainouri / Dar al-Kutub al-Ilmiyyah / p. 118

[49] The Companions of the Commander of the Faithful and the narrators on his authority / Al-Amini / Part 2 / Pg. 579

[50] The Companions of the Commander of the Faithful and the narrators on his authority / Al-Amini / Part 2 / Pg. 606

[51] The killing of Al-Hussein / Abu Mikhnaf Al-Azdi / Commentary: Al-Hassan Al-Ghafari / p. 260

[52] Shiite notables / Part 1 / p. 197

[53] History of Nations and Kings / Al-Tabari / Al-Alamy Foundation / Part 2 / P. 217

[54] Shiite notables / c. 1 / p. 242

[55] Shiite notables / c. 1 / p. 245

[56] Lexicon of Countries / Yaqut Al-Hamwi / Dar Al-Kutub Al-Ilmya / Part 4 / P. 429

[57] Encyclopedia of the House of the Prophet / d. Majdi Basloum – Samira Misky / Scientific Books House / Part 2 / p. 63

[58] Enjoyment of listening / Taqi al-Din al-Maqrizi / Dar al-Kutub al-Ilmiyyah / Part 13 / p. 234

[59] The Companions of the Commander of the Faithful and the narrators on his authority / Al-Amini / Part 1 / Pg. 64

[60] The Companions of the Commander of the Faithful and the narrators on his authority / Al-Amini / Part 1 / Pg. 214

[61] The Companions of the Commander of the Faithful and the narrators on his authority / Al-Amini / Part 2 / Pg. 454

[62] The Companions of the Commander of the Faithful and the narrators on his authority / Al-Amini / Part 1 / Pg. 278

[63] The Companions of the Commander of the Faithful and the narrators on his authority / Al-Amini / Part 1 / Pg. 293-294

[64] Fighter of the Taliban / Abu Al-Faraj Al-Isfahani / Dar Al-Kutub Al-Ilmya / p. 22

[65] Minhaj Al-Bara’ah in Explanation of Nahj Al-Balaghah / Mirza Habibullah Al- Khoei

[66] Al-Kamil in History / Ibn Al-Athir / Dar Al-Kitab Al-Arabi / Part 2 / P. 581

[67] Shiite notables / c. 1 / p. 454

[68] Bihar al-Anwar / al-Majlisi / Arab Heritage Revival House / c. 72 / p. 433

[69]   Rijal Al-Kashi / Islamic Publishing Corporation / 1st edition / p. 82 / h. 6

[70] Rijal Al-Kashi / Islamic Publishing Corporation / 1st edition / pp. 76 and 78

[71] Rijal Al-Kashi / Islamic Publishing Corporation / 1st edition / pg. 74 / H. 2

[72] Shiite notables / Part 1 / p. 490-514

[73] Shiite notables / c. 1 / p. 565

[74] Companions of the Imam, the Commander of the Faithful, and the narrators on his authority / Muhammad Hadi Al-Amini / Dar Al-Kitab Al-Islami / 1st edition / Part 1 / p. 70

[75] Shiite notables / c. 1 / p. 275

[76]Shiite notables / c. 1 / p. 476

[77] Explanation of Nahj al-Balaghah / Ibn Abi al-Hadid / Dar Ihya al-Kutub al-Arabiya / Part 16 / 129-131

[78] History of al-Tabari / Dar al-Fikr / Part 2 / p. 290

[79] History of al-Tabari / Al-Alamy Foundation / Part 2 / pp. 647-648

[80] Shiite notables \ Dar al-Tarif \ c 1 \ p. 188

[81] History of al-Tabari / Al-Alamy Foundation / Part 2 / p. 519-528

[82] Shiite notables \ c 1 \ p. 569

[83]History of Ibn Khaldun / Dar Al-Fikr / Part 4 / P. 574

[84] History of Ibn Khaldun / Dar Al-Fikr / Part 4 / pp. 288-299

[85] History of Ibn Khaldun / Dar Al-Fikr / Part 4 / Pg. 699

[86] History of Ibn Khaldun / Dar Al-Fikr / Part 4 / p. 680-687

[87] History of Ibn Khaldun / Dar Al-Fikr / Part 4 / p. 692-693

[88] History of Ibn Khaldun / Dar Al-Fikr / Part 4 / pp. 696-697

[89] Four centuries of Iraq’s history \ pp. 188-196

[90] Regular Al-Dreen in the biographies of the scholars and writers of Al-Ahsa, Al-Qatif and Bahrain . Muhammad Ali Al-Tajer Al-Bahrani , Taibah Foundation for the Revival of Heritage – first edition 1430 AH , part 1, p. 190

[91] Hilla Scientific School and its role in the movement of knowledge rooting, Dr.. Hassan Isa Al-Hakim , Al -Haidariyya Library Publications , 1st edition , pp . 21-25

[92] Hilla Scientific School and its Role in the Knowledge Rooting Movement , pp . 38-45

[93] Hilla Scientific School and its Role in the Knowledge Rooting Movement, p . 52

[94] Mashhad al-Imam or the city of Najaf, vol . 2, pp . 108-110

[95] Mashhad al-Imam or the city of Najaf , vol. 2, pp. 136-138 and 145

[96] Mashhad al-Imam or the city of Najaf, vol. 2, pp. 135, 176-177 , 229 and 231

[97] Mashhad al-Imam or the city of Najaf, vol. 2, pp . 209-226

[98] Mashhad al-Imam or the city of Najaf, vol. 3, pg. 93

[99] Mashhad al-Imam or the city of Najaf, vol . 3, pp . 108-110

[100] Mashhad al-Imam or the city of Najaf, vol. 3, p. 122

[101] Mashhad al-Imam or the city of Najaf, vol . 3, pp . 141-145

[102] Mashhad al-Imam or the city of Najaf, vol. 4, pg. 27

[103] Mashhad al-Imam or the city of Najaf, vol. 4, p. 107

[104] Mashhad al-Imam or the city of Najaf, vol. 4, p. 128

Note: Machine translation may be inaccurate

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.